بحـث
Like/Tweet/+1
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الشيخ مشعان بن هذال شيخ مشائخ عنزه
صفحة 1 من اصل 1
الشيخ مشعان بن هذال شيخ مشائخ عنزه
]• صورة تقريبة للشيخ مشعان بن هذال :
• نسبه
]هـو الشيـخ / مشعان بن مغليث بن منديل بن هذال شيخ مشايخ عنزة في زمنه ، وآل هـذال من عدينان من الجعيثين من جمعه من الحبلان من الجيل من العمارات من بشر من عنزة القبيلة الوائلية..
مولده وحياته :
من غير المعروف على وجه التحديد السنة التي ولد فيها مشعان ولا عُني أحد من جامعي شعره بذلك سوى طلال السعيد الذي قال أنه ولــد سنــة 1209هـ على وجه التقريب ، ولم يذكر مرجعه في ذلك .
وإذا أردنا الاستـدلال التقريبي نقول : أن الشيخ مشعان بن هذال قد ذكر في أحد قصائده عندما حصل خلاف بين جماعته بيت من أبيات الشعر التي تقودنا أن الشيخ مشعان عاصر الامام عبدالعزيز بن محمد بن سعود وشارك في مناخ العدوة سنة 1205هـ ضمن جيش الامام عبدالعزيز بن محمد بن سعود حيث أرسل الامام إبنه سعود مع عنزة بالاضافة الى قبائل نجد الاخرى لحرب قبيلة مطير وشمر الخارجتين عن طاعة الامام في ذلك الوقت ، فعلى أقل تعبير يكون عمره 25 سنة في تلك المعركة كفارس ، وما يدل أيضا رثائه لعمه جديع بن هذال الذي قتل في معركة كير سنة 1195هـ ولكنه لم يكن في سن فروسية لانه يكون عمره 15 سنة في ذلك الوقت وهذا الاستدلال التقريبي يقودنا في معاصرته أيضا للامام عبدالعزيز بن محمد بن سعود والدليل على ذلك من الابيات :
]يا العبد لا يطغيك في نفسك الــزود
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تراك مثل الفي عجل زوالـــــــــــــه
دنياك لو تعطي مواثيق وعهــــــود
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بواقة ما يامن العبد جالــــــــــــــــه
دنياك مادامت لسعدون وسعـــــــود
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وعبدالعزيز اللي حضرنا فعالــــــــه
ايضا ولا دامت لكســــــــرى وداود
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كم اذهبت حـــي تحطه قبالـــــــــــه
[font=Arial]
]ومن الابيات التي نسبت له بلا جزم في رثائه لعمه جديع في معركة كير سنة 1195هـ والتي أوردها البدراني ولم أجدها في مصادر أخرى :
]يا كير لاغب المطر في خباريـك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لا جاك من ربي صدوق المخايل
]ومـن ذلك يمكننا الاستنتاج أن مشعـان من مـواليد سنة 1180هـ أو قبلها أو بعدها في هذا الحول تقريبا ً وما يؤكد ذلك أيضا ما ذكر عنه في مناخ الشماسية سنة 1240هـ عند مقتله في الرواية التي ذكرها العبودي عن هزيمة قبيلة مطير وحرب وعسكر المغاربة والاتراك ، عندما سأل الدويش شيخ مطير أحد الاتراك الذي أثار بندقيته وهو هارب بعد الهزيمة بقوله قتلت شيخا كبيرا ً ويقصد على مشعان بن هذال رحمه الله ..كذلك عندما بعث له محمد علي باشا رسالة في سنة 1237هـ يحثه على الانضمام إليه وكان يخاطبه بقوله شيخ العشاير بمعنى أن مشعان كان وقتها شيخا بالرغم من وجود والده مغيلث بن هذال حيا الذي قتل سنة 1238هـ في مناخ الرضيمة وقد كان عمر مشعان ذلك الوقت 57 سنة وهذا يناسب سنة المشيخة ...
شارك الشيخ مشعان بن هذال في مناخ العدوة سنة 1205هـ مع قبائل عنزة ضد وغيرهم من القبائل حيث أرسل إلامام عبدالعزيز بن محمد بن سعود إبنه سعودا معهم وذلك ذكره صاحب كتاب لمع الشهاب في سيرة الامام محمد بن عبدالوهاب ما نصه في صفحة 97:
إن عرب الشريف الذين كانوا ملتجئين به من بداة نجد ، تفرقوا عنه راجعين الى اطراف نجد ، فقحطان احتازوا الى تثليث ، وعتيبه الى بريه مكة كركبة وما يليها ، وأما مطير فاحتازوا الى أرض شمر ، وإتفقوا مع مطلق الجرباء وبادية شمر جميعها ، التي في الجبل وصار بينهم وبين أهل القرى التي في الجبل حرب . فأرسل أهل الجبل إلى عبدالعزيز بن سعود أن هذا مطلق الجرباء نكث وإلتجأت مطير إليه ، فهذا اليوم نحاربه . وكان إذا شيخ مطير حسين بن وطبان الدويش رجلا شجاعا ، فلما سمع عبدالعزيز بهذا الخبر بعث ولده سعود ومعه بعض عنزة ، وكانوا أضداداً لمطيرـ...إنتهى
وحيث شارك مشعان بن هذال إلى جانب عمه عبدالله بن هذال الملقب بالمحزم ومعهم الفارس الزلال المطرفي الذي قال قصيدة بعد إنتصارهم وأخذهم بثأر جديع ممن أكمل عليه وقتله وهو حصان إبليس مسعود البريعصي حيث يقول الزلال المطرفي من أبيات :
]يا زين يوم حل فيه المثــــــــــــارى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ والحمد لله يوم حل القضى فيــــــــه
صال المحزم فوق قب المهـــــــارى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يشدي شعيب حدر السيل عاليـــــــه
مارددوه عيال علوى السكــــــــارى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مسعود طاح وصاخن الدم غاشيــــه
ومشعان صيده يوم يدلي خيـــــارى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وقع طريح ومجند الحرب راميــــــه
والبوق راعي البوق يصبح دمـارى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ غرة بيوق باق بأقرب بنيخيــــــــــه
البوق عاق الخيل حدر النمـــــــارى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كن الحديد امدورعن بين اياديـــــــه[/size]
فهنا الشاعر الفارس الزلال يشير إلى دور مشعان في هذه المعركة كما يبين أن مطير وشمر باقوا بعهدهم مع الامام عبدالعزيز وذلك ما ذهب إليه صاحب لمع الشهاب وأكدته قصيدة الزلال المطرفي ..
ثم تختفي الاخبار عن مشعان بن هذال حيث لم يتم ذكر مناخات أو معارك مع قبائل الجزيرة العربية بينها وبين بعض وذلك للاستباب الامن في تلك الحقبة وإستقرار حكم الدولة لسعودية الاولى والمطلع على تلك الحقبة يرج للمؤرخات فلن يجد مناخا أو معركة كبيرة من التي كانت تحدث بين القبائل باستثناء وقعات من الائمة السعوديين ومن والهم من القبائل ضد من لم يدخل في الطاعة أو خالف طاعة الامام أو لم يؤدي الزكاة فهؤلاء كانت تشن عليهم حملات من الامام ومن معه من القبائل حتى يرضخوا وذلك حتى عام 1233هـ أي عند إنهيار الدولة السعودية الاولى وفي نفس الوقت لم تسعف الاخبار والمؤرخات ذكر عن مشعان بن هذال في هذه الفترة بالرغم من تواجده في قلب نجد ومن معه من آل هذال والعمارات من عنزة ..
ثم أتى ذكر مشعان في كتاب البدو والبادية للمؤلف جبرائيل جبور نقلا عن كتاب لبنان في عهد الامراء الشهابيين لحيدر أحمد الشهابي وقد ذكر في صفحة 398 :
في أخبار سنة 1233هـ /1817م يذكر إنتصار إبراهيم باشا بن محمد علي باشا على الوهابيين ويذكر قبيلة عنزة ومن أسماء شيوخهم الضويحي والحميدي وناصر المهنا ومشعان الهذال..انتهى
ثم نجد رسالة من محمد علي باشا في سنة 1237هـ يطلب منه الانضمام إلى صفه وتقديم الولاء والطاعة ولكن الشيخ مشعان لم يطعه في ذلك ولم يكن ليوالي هؤلاء الدخلاء أو أن يقبل أن يكون عميلا لهم كما فعل بعض مشائخ القبائل الذين خانوا العهد مع الائمة السعوديين الذين هم سبب الخير الذي كانوا فيه وسبب عيشهم في نجد ، نجدهم يخونون الائمة السعوديين وينضمون الى محمد علي باشا وعساكره ضد الدولة السعودية ، وهؤلاء لايخفون على المطلعين على التاريخ ويقرؤونه قراءة جيدة وقد قال فيهم إبن بشر في كتابه عنوان المجد في تاريخ أهل نجد صفحة 321 في أحداث سنة 1233هـ :
وكانت وقعة سمحة وانهزم أهل الدرعية وذلك أن الباشا بعد وقعة الغبيراء خرج إليه أناس من البلد وأخبروه بعوراتهم ومعاديهم وكان أكثر ما شد ظهور الترك في نجد والبلدان ، وأسكن جأشهم وقواهم على أهلها ، أناس تبعوه من أهل نجد ومن رؤساء البوادي ممن كانت نبتت لحومهم وجلودهم هم وأبناؤوهم وأقاربهم على جزيل عطايا آل سعود وفضائلهم ، ولا نالوا الرئاسة إلا بسببهم ، فظنوا أنهم إذا سابقوا إلى الترك وساعدوهم يفعلون بهم كفعل آل سعود معهم ، وحاشا لله ، بل قتلوا أناسا منهم لما أخذت الدرعية الا من هرب منهم ..إنتهى كلام إبن بشر
وهذه رسالة محمد علي باشا إلى مشعان بن هذال وقد ذكرها فايز البدراني في كتابه من أخبار القبائل في نجد صفحة 234:
رسالة من محمد علي باشا الى الشيخ مشعان بن هذال سنة 1237 :
ولكي يواجه محمد علي باشا تمردات القبائل تلك ، لجأ إلى الضغط عليها عسكريا من جهة وإستمالة القبائل الاخرى وحشدها ضد القبائل المناوئة ، وفي هذا الصدد أرسل عددا من رسائل التأليف إلى شيوخ القبائل الذين لم يشتركوا في التمرد من عنزة وغيرهم .. وفيما يلي نص الرسالة إلى الشيخ مشعان بن هذال :
" فخر العشاير شيخ العرب مشعان بن هذال ، شيخ عربان عنزة زين قبيلته .. بعد السلام المنهي إليك ، أنه وصل إلينا كتابك بصحبة آدمك ، وكامل ما ذكرتموه صار معلومنا ، من قبل إخلاصك في خدمتنا ، وإلتجائك لطرفنا ، وإنقيادك وإمتثالك ، مع إبراز حسن الخدمة إلى قدوة الاماثل والاقران ، حسن بك محافظ المدينة المنورة ، فالذي يخدم بابنا بالصداقة وحسن الاستقامة لا يضيع سعيه ، ويرى مكافأته ، فيلزم أن تكون صادقا في كل خدمتك ، ومنقادا ٍ إلى الميرمير المومى إليه ، وطاعتكم له كطاعتكم لنا ، وكذلك عرضتم أن آل عريعر أهل الحسا وأهل القطيف قايمين ومستقيمن ، تحت خدمتنا ، وهم مجربون في الصداقة والاستقامة عندنا ، ومأمول منهم ذلك ، وحسن نظرنا شامل عليهم ، ومرسلين لك الكسوة بصحبة أدمك الراجع إليك تلطيفا لك والسلام.."انتهى
ونجد أن الشيخ مشعان بن هذال قد خالف هذا الرسالة جملة وتفصيلا ولم ينخ أو يذل أو ينصاع إلى خدمة الباشا المذكور ويدخل تحت جناحه كما فعل البعض ، قد يقول البعض أن في سطور الرسالة ما يؤيد أن مشعان سبق له مراسلة الباشا في أنه سيكون معه ولكن ماهذا إلا كما يقال سياسة لتجنب الاصطدام وحقن دماء أفراد قبيلته حيث أن العسكر مجهزين بمدافع وأسلحة متطورة غريبة عن أبناء القبائل حيث لم يعرف مشعان إلا السلاح الابيض الرماح والسيوف فقط ، ولكن نشاهد عندما حصل الاصطدام بين مشعان وهذا الباشا وعساكره سنة 1240هـ في مناخ الشماسية حيث كان معه قبيلة مطير وحرب وغيرهم ، هزمهم بالسلاح الابيض وقتل عندما ولوا منهزمين فارين يجرون أذيال الهزيمة وقد قتل مشعان في ذلك المناخ ليس هزيمة أو خنوعا ولكن لان الله أراد ذلك وسنأتي في ذكر ذلك ..
مشاركة مشعان بن هذال في مناخ الرضيمة سنة 1238هـ في معركة بين العجمان ومعهم قبيلة مطير والدواسر والسهول ويام وأهل نجران ضد قبيلة بني خالد ومعهم عنزة وسبيع وإنتصار العجمان ومن معهم ومقتل والد مشعان ، مغيلث بن هذال ..
هجرة مشعان بن هذال بعد مناخ الرضيمة الى الشمال حيث أن الابل كانت هزيلة من شدة القحط والجوع والجدب الذي أصاب نجد في تلك الحقبة ثم بعد إستقراره وفرضه سطوته في تلك المنطقة وقد تنقل في شمال الجزيرة العربية وحتى الشام وقد فرض الخوة في تلك المناطق وأسس ملكا ً لهم ووجد خيرا ً كثيرا ً ، حتى أن الابل إمتلئت بالشحم من كثر الخير وسنأتي على ذلك في قصيدة الشيخة ، ثم بعد أن أتت المراسيل من مسعود عبد الشيخ مشعان بن هذال بقصيدة بعث إليه بها ليعود لنجد وأن دياره قد نزل بها بعض القبائل التي ضايقت مسعود وأن مسعود يبلغه أن مثله جهامة يبعدون من أمامهم ، كذلك ما قاله أحد مشائخ حرب من أن مشعان عينه لن ترى نثيلة القهوى بمعنى أنه إستولى على دياره ، ثم تأتي مراسيل أخرى من حاضرة عنزة من الزانتي التويجري من حاضرة عنزة بالقصيم ويبلغ مشعان بالعودة إلى نجد ويحثه على ذلك ، كذلك ما أرسله الشيخ ماجد بن عريعر شيخ قبيلة بني خالد ويحث مشعان على العودة الى نجد وما قالته أمه من كلمة أثارته للعودة فعاد في سنة 1239هـ وعندما أتى من الشمال متجها إلى القصيم هاجم قبيلة مطير في ورد الدجاني من موارد الصمان وشعيب الثمامي أيضا بالقرب من حفر الباطن ، ثم تحدث معركة في أبانات بين عنزة بقيادة مشعان وبين مطير وحرب ومن معهم وأخذ فيه غالي أذوادهم وهزمهم فيها ، ثم يحدث مناخ العمار بين عنزة ومطير مرة أخرى بقيادة مشعان ويتم قتل سحيل بن سقيان من مشائخ مطير وتهزم قبيلة مطير وتم ذكر قصائد في ذلك من شعراء مطير لشدة الهزيمة في ذلك المناخ ، ثم تحدث مناوشات حربية بين أتباع الشيخ مشعان بن هذال من عنزة وبعض قبائل بني خالد التابعة للشيخ ماجد بن عريعر مما سبب بعض الحزازيات بينهم وورود قصائد في ذلك ، ثم يستولي مشعان على قافلة في نجد سنة 1240هـ آتية من العراق ويحدث في نفس السنة مناخ الشماسية سنة 1240هـ بين عنزة بقيادة مشعان بن هذال ضد قبيلة مطير بقيادة فيصل الدويش ومعه حرب بقيادة إبن مضيان ومعهم عساكر الترك والمغاربة ويتم هزيمتهم ويريد الله أن يقتل مشعان في ذلك المناخ بعد هزيمة أعدائه..
وسنأتي على ذكر القصائد لاحقا...
وكذلك من الحوادث التي مرت بمشعـان أن وفداً مبعوثاً من والي مصر عباس باشا جاء إليه يعرض شراء فرس يملكها من فصيلة " كحيلان كروش " بمبلغ 25 ألف ريال وفي نفس الليلة جاءه رسول من حاكم البحرين الشيخ محمد بن إبراهيم آل خليفة يطلب الفرس ذاتها هدية من مشعان .
وأخبر مشعان الوفدين بأنه سيخبـرهما بقــراره في صباح اليوم التالي ، واستشار قومه فأشاروا عليه أن يبيع الفرس ويهــدي حاكم البحرين فرساً أخرى معتذراً عن بيع الفرس التي أرادها لكن مشعـان قرر أن يهدي الفرس دون مقابل لابن خليفة فصلته أقرب [ كلاهما من قبيلة عنزة ] من صلة والي مصر .
ولمـا علم حاكم البحرين بما حدث أرسل إلى مشعان يدعوه إلى البحرين ، وهنــاك أكرمه بخيل وإبل كثيرة كما فوضه بأن يأخذ ما يشاء من أسواق البحرين ، وفي السوق رأي مملوكاً أسود يقوم بالإشراف على أحوال السوق ، وكــانت له مكانة كبيرة لدى الحاكم فأراد مشعان أخذه لما رأى من قوته وزينة ملبســه ، ولم يفلت المملوك من مشعان إلا بعد أن استرضاه الحاكم بمملوكين آخرين عوضاً عنه .
وعندما غـادر مشعان البحرين حمًّل الحاكم سفينتين بالهدايا والمؤن هدية لمشعان الذي أرسل إحداها إلى صديقه الشاعر مهنا العناقي في الأحساء هدية له .
وصداقة مشعان للعناقي غريبة وفريدة تكمن في مقدرة الشعر على التأليف بين شيخ كقبيلة كمشعان وعبد الشيخ ماجد بن عريعر وشاعره ، وأن تكون العلاقة على قدر من المحبة والاحترام فذلك أمر يلقي بظلال علىالقيم الاخلاقية الرفيعة التي كان يتمتع بها الشيخ مشعان والتواضع الجم ...
ويروى أن مشعانا كان ينزل ضيفا على العناقي في الاحساء والذي كان أشبه بوكيل يبيع له ويشتري باسمه ، ولما كبر مهنا وضعف بصره ساءت أحواله فزاره مشعان مع جماعة من قومه ، ولجأ مشعان للتلثم مدعيا أن بعينيه رمد كي لا يعرفه مهنا العناقي الذي رحب بضيوفه وذهب إلى جاره يطلب منه القهوة ومالا لشراء الذبائح للضيوف فأعطاه القهوة وطلب منه إمهاله قليلا حيث ذهب الجار لزوجته وقال لها (( إذهبي لاهل جارنا وساعديهم في إعداد الطعام لضيوفهم ))..
إستغل الجار غياب زوجته فباع ذهبها وإشترى به الذبائح اللازمة وأرسلها لمهنا العناقي ، وبعد أن قدم الطعام وذهب الضيوف للنوم تسلل مشعان لصندوق يحفظ فيه مهنا حاجياته فوضع فيه صرة من النقود وخرج مع قومه سراً دون أن يدري العناقي الذي عرف في الصباح أن مشعانا كان ضيفه البارحة دون أن يدري فاقتسم المال مع جاره الكريم ..وهذا موقف آخر يصور لنا طيبة الشيخ مشعان وكرمه وجوده في أيام كان الكريم نادرا ً بها ، نظرا لما في تلك الحقبة من جوع وفقر..
وأسوق هذه القصة الصغيرة ربما لا تحوي شاهد شعري الا أنها ذكرت عنه رحمه الله ، وقد ورد ذكرها في مخطوطة النجم اللامع للنوادر جامع ، أخبار وأشعار من القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجري للمؤرخ محمد العلي العبيّد في صفحة 414:
وأخو بتلا هو مشعان بن هذال وقد حدثني رجل عن شيخ من أهل بريدة وقال وقد ذكروا لي قصة لمشعان بن هذال فاقالوا أنه لما كان قاطنا على ماء يسمى الطرفيه يبعد عن بريده اربع ساعات قال وكان معه خوف من تركي بن عبدالله بن سعود ان يغير عليه وكان له صديق منأهل بريده يعتمد عليه وكان هذا الصديق بابا ً للوافدين على بلده وحريصا على تطلع الأخبار فأوعز إليه مشعان أن كان بلغه خبر ثابت أن تركي بن سعود خرج من الرياض فليبادر إليه بالخبر مع رجل مخصوص ، قال فلما تحقق ان ابن سعود خرج من الرياض بعث إليه بكتاب مع رجل يعرفه بشدة جريه وقال اننا شرطنا للرجل ريال على ايصال كتابكم الرياض فإنه لايريد غيره فلما قرأ الكتاب قال للرسول : رح إلى زيد ليعطيك الريال أجرتك ، وكان زيد اخو مشعان وهو الذي بيده مصاريف أخوه مشعان (....) ، فلما أتاه الرسول يطلبه الريال قال له خذ عليه سمن فابى المرسول قبول السمن عوض الريال فمر مشعان وسأله هل زيد أعطاك الريال فقال لا يقول خذ عنه سمن وانا ما قبلته فقام مشعان إلى فرسه وجذب حبلها من مربطها واعطاها الرسول وحلف بالطلاق انه لايطلق حبلها من يده إلا من يشتريها منك بما يرضيك ، قم يافلان بلغ زيد بما جرى فقال الرجل وأخبر زيد فأتى زيد مسرعا يتعثر بثيابه فجعل يسموها من الرجل والرجل لم يلتفت إليه ومشعان واقف يحث الرجل على التمسك بها والا يرخص بيعها على زيد فكان يريد بذلك التنكيل لزيد وان لايعود لمثلها فما قنع الرجل ببيعها حتى بلغ من يسومها مائة ريال واستلم منه المائة بدل من ريال واحد ..
واذا تمعنا موقف الشيخ مشعان بن هذال هنا نجد الكرم والاصالة والشهامة والوفاء في إستيفائه لحق الناس مهما كان بسيطا وتافها ، وأنه يرخص الغالي ليوفي الناس حقوقها ويدفع عن حقهم ولو منعهم من حقهم أقرب الناس إليه وهذا ما إستنتجناه في هذه القصة التي ذكرها العبيّد ، وقبلها قصة مهنا العناقي شاعر إبن عريعر سالفة الذكر عندما ترك له مشعان صرة مليئة بالنقود ، وغيرها الكثير مما يتفرد به مشعان بن مغيلث الهذال من صفات قل أن توجد في غيره من المشائخ ..
كذلك من ضمن الاحداث التي مرت بالشيخ مشعان بن هذال وذلك ان الشيخ مشعان بن هذال تزوج رفعة بنت حباب بن قحيصان بن حنايا البرازي في من شيوخ البرزان من مطير وذلك قبل مناخ الرضيمة سنة 1238هـ ....
وهذا كلام منديل الفهيد فقد ذكر مانصه : وقد حتم عليهم أن يجوزوه رفعة بنت حباب فزوجوه وبقوا في جواره..انتهى كلام الفهيد...
كما ان مشعان بن هذال هو اللي رمى أبو رفعة ، حباب بن قحيصان بن حنايا البرازي المطيري يوم مناخ الرضيمه سنه 1238هـ ... ويقول حباب بن قحيصان بن حنايا البرازي المطيري من بيت شعر يوم مناخ الرضيمة قبل مقتله عندما أصيب :
أشوفها تاخذ علينا شهرهــــــــا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ غدت بابو رفعة على حول مشعان.ـ
والذي قطع رأس حباب بن قحيصان شيخ البرزان هوأحد فرسان قبيلة الصقور من عنزة ...
والمفروض البرزان ياخذون الثار من الاثنين الصقري ومشعان بن هذال ... لكنهم تصالحوا لانه ناسبهم ، وجاوروا مشعان وعندما كان الصقري اللذي قتل حباب بن قحيصان البرازي المطيري عند مشعان يتعشى وكان عبدالله بن قحيصان أخو حباب يتربص بالصقري حتى خرج من عند مشعان فقتل عبدالله البرازي هذا الصقري بثأر حباب فأمسك الشيخ مشعان بن هذال بعبدالله بن قحيصان وربطه لانه قتل ضيفه وهو في حماه وكان مشعان في حيرة هل يقتله أم ماذا يفعل به ، مع علمه أنه طالب ثأر ، فترجل عبدالله بن قحيصان البرازي المطيري بأبيات من الشعر يسندها على الشيخ مشعان بن هذال يقول :
يا شيخ ما أنلام أنا في ذبحتي له
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ لو أن ما مثلي لمثلك تجـــــــــــرى
اصبر بها يانافل كل جيلـــــــــــــه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ يا اللي على فود النفايل مضــــرى
ياما قضن ايماننا من غليلــــــــــــه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ وياما تركنا قالة ما تطـــــــــــرى
وهذا اللي يقصده عبدالله بن قحيصان عم رفعه ... يوم قال لمشعان ...بالشطر الثاني بالبيت الاخير: وياما تركنا قالة ٍ ماتطرى ..! فقال له مشعان وش القاله ؟
قال حباب عندك وزوجناك بنته .. يعني أنك أنت اللي رميت حباب وكنت سبب في قتله ورغم ذلك زوجناك بنته.
فعفى مشعان عنه وأكرمه ..
• شاعريته :
بالرغم أن الشيخ مشعان كان فارسا وشيخ مشائخ قبائل عنزة إلا أن الشعر كان له نصيب وحظ وافر منه ، فالشعر جميل عندما تسمعه فما بالك عندما يكون من أمير وفارس وشيخ لايقول شعر في حرب الا بعد الفعل لا يصف وصف الا تجده في مكانه ودقيق وعندما يقول حكمة فإنها دررا وسنقرأ ذلك فيما بعد ..
وشعر مشعان يمتــاز بالحماسة والحكمة ، وله قصائد متبادلة مع شاعر الأحساء في زمنه مهنا العناقي والشاعر نمر بن عدوان .
وترجع شهرة مشعــان في التراث النبطي في المقام الأول إلى قصيدته " الرائية " التي أخذت لقـب " الشيخـة " كدلالة علة قوتها ، والشيخات في الشعر النبطي مجموعة من القصــائد قد تشبه بالمعلقات في الشعر الجاهلي ولكنها رائعة تمتاز بالحماس والفخر.
• وفاته :
إن الاختلاف في تحديد وفاة مشعان الهذال يتخذ شكلاً غريباً ، فالثابت أن ابن بشر المعاصر لمشعان أورد حادثة مقتله بالتفصيل ضمن حـوادث سنـة 1240هـ في كتابه الشهير " عنوان المجد في تاريخ نجــد " بينما كثير من المراجع المتأخرة ومن بينها مراجــع لباحثين مجتهدين يجزمون بأن مقتله حدث بعد ربع قـرن مــن ذلك التاريخ أي سنة 1266هـ ، ولا يشيرون للتاريخ الذي ذكره ابن بشر ولا نعرف سبباً لذلك .
وما نراه أن الاطمئنان أكثر إلى قوله ابن بشر ما لم يأت مخالفوه ببينتهم ، ولا نجد في شعر مشعـان أو سيرته ما ينفي تاريخ ابن بشر الذي يذكر أنه قتل " في مجاولة الخيل . قتلـه فارس من عسكر الترك " في شوال من سنة 1240هـ ومن أراد الاستزادة عليه الرجوع إلى موضوع مناخ الشماسية.
• مصادر شعره :
اهتمـت كتـب الشعر النبطي ودواوينه بشعر مشعان الهذال منذ بدايات التـدوين ، ولكن ليس بالقدر الكافي وأكثر من اهتم بشعره عبدالله الحاتم في كتــابه " خيار ما يلتقط من الشعر النبط " وابن عبار في مؤلفاته " قطوف الازهار" ، " لقطات شعبية " ، ومنديل الفهيد " من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية " ، عبدالله بن رداس الحربي في " شعراء من البادية " ، محمد الهطلاني في " الدرر الممتاز " ، كما أورد له المستشرق الألماني تشارلز هوبر بعضاً من قصائده في مخطوطته التي تعود للقرن التاسع عشر الميلادي ، وشعر مشعان عموماً وجد متناثراً في كتـب الشعر النبطي ، وقد قام أخيراً المؤلف إبراهيم الخالدي بجمعأغلب قصائد مشعان ، في ديوان ونشره ضمن " سلسلة المختلف للتراث الشعبي " وسماه ديوان مشعان الهذال ، وإنشاءالله سنحاول أن نجمع ونذكر كل ما ذكر بقدر الامكان عن هذه الشخصية العظيمة من قصائد..
• قصائد الشيخ مشعان بن هذال وموروثه الشعبي :
* يقول الشيخ مشعان في النصيحة والتحذير من مرافقة الادنياء مؤكدا ً أن الجميل لاينفع معهم ونجد بها الكثير من القوة وفصاحة المعنى رغم قلتها يقول :
يا بايع جوخ على غير أهاليـــه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مثل الذي ينزل بقصر ٍ خرابـــه
لو يدهجه وبل الثريا ويسقيــــه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ويمطر بياقوت ٍ ومسك ٍ سحابه
ما ينبت النوار لو سال واديــــه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بأرض ٍ صباخ وملح جنابـــــــه
ولد الردئ لو طاب لك لاتماشيه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يومين والثالث مبين الردى بــه
* ويقول الشيخ مشعان في الغزل ، وهنا يتغزل في زوجته سارة واصفا جمالها ، ونرى هنا عاطفيته :بالرغم من أنه رجل وفارس حروب الا أن الغزل كان له نصيب منه :
هبيت يا قيل ٍ لسارة يمــــــــــــــــاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سارة غدت بالزين عن وضح الاجناب
الى مشت مع لابسات الخــــــــــزاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لكن تضربهن على الوجه بحـــــــراب
ملح القطيعا خالطه ملح ضـــــــــاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ والملح من غيره صباخي وجبجــــاب
* ويقول الشيخ مشعان يتحدث عن شعره :
قال الذي عدى بعالي قراهــــــــــا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عيطا ولا نطيتها في حياتـــــــــي
واليوم انه بغى القيل جاهـــــــــــا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يوم العذاف وياخذ الكاملاتــــــــي
ولفتها لما تولف بنـــــــــاهــــــــا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ صيورهن عقب الخفا بيناتـــــــي
كنيتها بالصدر عند استواهــــــــا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من خوف يدمرها غشيم الرواتي
* وهذه القصيده قالها الشيخ مشعان تتحدث عن مذمه الدنيا والتحدث عن لذاتها الحقيقية وهي الخيل والابل والبيت الكبير :
يقول ابن هذال رسم علــــــى رف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قيل ٍ عسير وتو بيته جديـــــــــدي
يا قلب ياللي بين الاضلاع يهـــتف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كما يهف النود خضر الجريـــــدي
والى تزفر باحتماله كمـــــــــا دف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دف تعاطت به سكارى العبيـــــدي
يالله يا خلاق صف ورا صــــــــف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أحد ٍ دريك الروح واحد ٍ وليــــدي
ترحم مشقى ضامه الضيم واشتف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دنيا تعللني جذا الحبل بيــــــــــدي
يا جاهلين بوقتكم والطرب هـــــف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دنيا على دين شقاها يزيــــــــــدي
وقت ٍ على وقت ٍ تعظم به الشـــف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ما طوعوا به حاكمين البليـــــــدي
لو ان جمع المال في قوة الكـــــف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ والله لاروي حد شطر الهنيــــــدي
كان انتقل باحتمال بلا خــــــــــــف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ونعدل الدنيا على مانريــــــــــــدي
أول شفاةالقلب جيش يــــــــــردف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ببلاد ابن هذال يوم الوكـــــــيـــدي
وبيت كبير كنه الجبل مزتـــــــــف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ منارته تجذب عليه البعيــــــــــدي
نفرح الى جونا هل الفطر الهــــف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لي نوخوا يوم ٍ علينا سعيـــــــدي
نجري لهم بالبن والزل يرضـــــف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وحنا على قولات نغم نزيـــــــــدي
وعقبه شحم حيل ٍ يقلط بهنـــــــف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يستاهلونه كاسبين الحميــــــــــدي
وصلاة ربي عد ما يسكن الطــــف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من الحسا لي دار خلطين الايـــدي
* وهذه القصيدة على قصر مقطوعتها الشعرية وصعوبة قافيتها الا أنها تجمع بين موضوعي الكرم والشجاعة وافتخار الشيخ مشعان بهما :
مع طلعة النجمة بكفي تناوشــــــــــــت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دلال بيضٍ والمقاضب براغيــــــــــــــل
وجميع ما ناشت يديني وما نشـــــــــت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مابين مطعوم الصحن والمعاميــــــــــل
أشوف لو طالن الايام ما عشــــــــــــت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لابد ما رزت علي المخاييـــــــــــــــــــل
أبي ليا جوني شواريب أهل عشــــــــت*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لا خلصوا من عقب حلب ٍ وتبهيـــــــــل
أبي ليا جا ينفذ الحقو بالبشـــــــــــــــت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قفوه عيالٍ تقل لجة مخاليـــــــــــــــــــل
وان صاح صياح الضحى ما تبلشــــــت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ليا نوهوا باخوان بتلا هل الخيـــــــــــل
لى اقفت بي الصفرا مع الحزم واقرشت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وكتم عجاج الخيل مثل الهماليــــــــــــل
وجميع ما ناش المهند لهم دشــــــــــت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ في موقفٍ فيه النشامى ذواهيـــــــــــــل
عودت كني حافلٍ ما بعد هشـــــــــــــت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وجبت القلايع هي واهلها جهاجيــــــــل
* تعليق : يقصد بشواريب أهل عشت أي الرجال الاجواد عندما يصب لهم فنجال القهوة يقولون للفداوي او الذي يصب لهم : عشت ، كنوع من الآداب والأخلاق التي جبلوا عليها والتي حث عليها ديننا الحنيف..
* وأيضا قال الشيخ مشعان بن هذال هذه القصيدة يشتكي فيها من الحب ويسندها على شخص يدعى عثمان :
أهلا ً عدد ما سال من غب الامطـــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عشب ٍ زها ترعاه خور المتالـــــــــي
وازهى عواد النفل روض ونــــــــوار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أو ما سمر بارق حقوق الخيالــــــــي
أو عد ورق ٍ ساجع ٍ فوق الاشجـــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وعد الرياح وعد ذر الرمالـــــــــــــي
أو عد ما ركبوا على قب الامهــــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أو ما تلاف الهجن حلم التوالــــــــــي
سلام أحلى من لبن در الابكــــــــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ والذ من شربات قرح الزلالــــــــــــي
واغلى من الياقوت مع حص الابحــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تلا عقود مثمنات غوالـــــــــــــــــــي
واخن وانوج من عذيات الاقمـــــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واصح من ذعذاع لفح الشمالــــــــي
يهدي لغطروف ٍ تهايـــــــــف الى دار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ شعة جبينه مثل نور الهلالـــــــــــــي
يا بو خدود كنهن فلق جمّــــــــــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عينه وعنقه مثل عنق الغزالـــــــــي
راعي ثليل ٍ فوق الارداف نثــــــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أسمر الى دنّق على القاع مالــــــــي
يغذي بغالي المسك والهيل وبهــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مع كل ما يذكر من العطر غالـــــــي
ملقى النحر يفضح كما البدر وان عار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ والا كما الفضة حضاها الصقالــــــي
غدنانة ٍ غنجا من البيض معطــــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ خصه الا هي بالبها والجمالـــــــــــي
أنوح من وجده وعمين الابصــــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وامشي وانا قلبي من العقل خالـــــي
يازين واعدني على كتم الاســــــــرار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إرحم فديتك يا بعد من غدالـــــــــــي
والله لولا اللوم وادرا من العــــــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لا صيح وانخى كل حي حما لــــــــي
وخلاف ذا ياراكب ٍ فوق مذعـــــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ما يلحقنه سلجات الحبالــــــــــــــــي
كنه الى اقفا مع شفا الريع وانـــــذار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ربد ٍ جفل واقفي من القفر جالــــــي
فوقه صليب الراي ماهو ب هــــــذار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أبو سعد ركبي بخطي مشى لــــــــي
تريضوا مقدار ما انظم سطــــــــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ زاج بقرطاس ٍ من العود سالـــــــــي
بيوت ٍ نظاف كنهن جنى الاثمــــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نصّه لمن يمنع عقاب التوالـــــــــــي
تلفي لنا عثمان زربني حجا الجـــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هو مشتلن شكواي حيد الجمالـــــــي
عيد ٍ لهل هجن ٍ تلفوه خطـــــــــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ شب الصلف كنه تلاف ٍ هزالــــــــــي
ينصاه من ((نزوى)) الى حد سنجـار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ محاسنه تحكي بشرق وشمالـــــــــي
قله عشيرك يا فنا الضان محتــــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ابصر بنا حيثك تدور الدوا لــــــــــي
أشكي عليك اللي تبدى بالانـكـــــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عقب المحبة بان منه الجفا لــــــــــي
كني على فرقاه سجوال خمــــــــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ و الا صريع ٍ بان فيه الهبالــــــــــــي
قم عز مفجوع على سيد الاعفــــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حيثك سنادي عالم ٍ بالحوالـــــــــــــي
وسلم عدد ما طار من عش الاوكـــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وما هل وانهل ما بروس المتالــــــي
* وقال هذه القصيدة يتوجد على زوجته سبيكة بنت قاعد بن روضان شيخ قبيلة الساري من ضنا فريض من الولد من الفدعان من ضناعبيد من عنزة عندما غاضبته وكان لها من الاخوة الشيخ الفارس مشعان بن قاعد و علي بن قاعد الملقب القصاب ، ويقال أن هذه القصيدة قالها مشعان وقت هجرة الفدعان إلى الشمال في حدود سنة 1220هـ تقريبا وكان وقتها مشعان وجماعته بنجد وديار عنزة ، وقد كان جالسا عند القهوة ومجتمع مع قومه فقال هذه القصيدة :
يالله يا منشي المزون المزابيـــــــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يارب نطلبك الفرج والمعونــــــــه
أنا وخلي فرقتنا المقاديــــــــــــــــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وكم واحد بيديه يطرف إعيونــــه
من دونها حالوا عيال مساطيـــــــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ علي ومشعان يعرضون دونــــــه
من دونها اللي يكسرون الطوابيــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وعزي لمن مثلي يصالي غبونــه
فوق اشقح يتلي السلف والمظاهير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يتبع قطيع مغتر مثل لونــــــــــــه
منجاعهم وادي الشملي وأبا القيـــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أقفا مع الفدعان تطرخ اضعونــه
وان كان سلتوا يارجال المخاسيــــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عن حالتي فالحال مني ترونـــــه
وجدي عليهم وجـد من طاح بالبيــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ خم الـرشا وحال ازرق الجم دونه
أو وجـد مـن صكوا عليه المشاهيــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أزروا هـل الـردات لا يـظهرونـه
أو وجد راعي هجمـة ٍ بـه خواويـــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مايقدرون أهل الطلب يرجعــونه
غدوبها اللي يكسرون الطوابيــــــــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واقفا من اللوعة يصالي غبونـه
اهجل كما تهجل خلوج ٍ على ضيـــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واندب وقلبي وهقنه ظنونـــــــه
على الهنوف اللي ثمانه مغاتيـــــــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ غـروٍ يـغـذي بـالشمطـري قرونه
ماوقفت بالسوق سواة العاطاطيــــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ولا لمحت للي رضى بالمهونــه
ماكولها التمن على حنطة الديــــــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وتمرة شثاثا لريش العين مونه
ومشروبها در البكار المباكيــــــــــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تلقا الصبوح مبرد ٍ في صحونه
ملبوسها أفخر ما سدوه الحواضيــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تلبس طربزون مخثع ردونـــــه
يا موقدين النار جوكم مساييــــــــــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ناس دعتهم ناركم تشعمونــــــه
الله يـطـيب فالكـم يـا مناعـيــــــــــــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بـسـلام احـلا مـن روايح مزونه
حطوا حطب حطوا على النار تكسيـر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الا سمي الترف لاتوقدونـــــــــه
أمس الضحى عندي بوسط المقاصير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ والـيـوم عنـي مبعـدات ٍ ظعونـه
يالله ترد اللي تيسر على خيــــــــــــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ والقلب من فرقاه كثرت إشطونه
* من القصائد الشهيرة التي قالها الشيخ مشعان بن هذال هي قصيدة الشيخة التي لم تكن نسج أفكار أو أقوالا بل هي معلقة في حد ذاتها وقد قالها الشيخ مشعان بعد رجوعه من الشمال إلى نجد وقد ذكر جميع ما صار له من أحداث وهو بالشمال بالاضافة إلى المعارك التي حدثت له في نجد وطرده لقبائل حرب ومطير وغيرهم ممن نزلوا في ديار عنزة ، وحدوث معارك مناخ العمار سنة 1239هـ ومناخ الشماسية سنة 1240هـ وحتى نذكر القصائد المختلفة الاتية يجب علينا توضيح أسباب المعارك..
كانت قبائل العمارات من عنزة تتنقل في أنحاء الجزيرة العربية حيث وجد الكلاء وتوفر الماء ولا تستقر في مكان معين وإن كان إقليم منطقة القصيم هو المساحة التي تتربع عليها في قلب نجد وضواحي حائل ، وعندما يشتد القحط على نجد وتقحط الديار فانها تتجه الى الشمال نواحي العراق لتكتال وتبحث عن مراعي أخصب والمتتبع لاخبار آل هذال شيوخ مشائخ عنزة عموما وشيوخ مشائخ العمارات تحديدا يجد أن هذه القبيلة لايطيب لها المقام في مكان واحد وتنتقل كثيرا حيث يوجد الماء والكلاء ونظرا للقحط والجدب الذي أصاب نجد اتجهت بعض قبائل العمارات الى الشمال بالرغم من أن صلاتها لم تنقطع عن قلب نجد وأطرافها الشمالية ، وعندما كانت العمارات من عنزة تقطن بالصمان وهذا في حوالي العام 1232هـ تقريبا وكان الشيخ مشعان متزوج أخت الشيخ مسلط الرعوجي ، قام بعض جماعة مشعان بالوشاية لمشعان بأن مسلط الرعوجي هو سبب مشاكلهم وأنه يجذب العرب للغزوات فصدقهم مشعان فاختلف مشعان مع مسلط ، وأيضا أراد مسلط الزواج من بنت الدويش وبعدما هاجر مسلط وتركهم وعرفت أخت مسلط وهي زوجة لمشعان أن جماعة مشعان لايريدون مسلط وأنهم هم السبب في المشاكل بينه وبين مشعان فقالت قصيدة لاخوها مسلط :
يا مسلط افطن في هروج الوقاعه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يا مسندي مروي شبا كل مسنـون
يا اخوي يا خانة اقلوب الجماعــه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حلوين الالسن ما الحالك يروفـون
انته جلوبتهم ليالي المجاعـــــــــه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وانته ابضاعتهم الياجو يمـــــدون
باعوك بيعة مرخصين البضاعـــه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اللي يدبرها امقل ومديــــــــــــون
الحر له حروة اسهيل ارتفاعـــــه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وآخر مواقيعه على نجــد أو دون
الحر يشبع من فرايس اذراعـــــه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تلقا الوكارا في مكانه يحومــــون
وبعدها تركهم مصلط ورحل عنهم وجاور الدوشان شيوخ مطير سبع سنين وتزوج منهم وكان له موقف شجاعة ورجولة معهم ، وقال هذه القصيدة :
ابي اتصبر والظما يبعد الجـــــــــــــاش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الياما طواني وايبسن يبست الجــــــود
المسعد اللي ما سرى من الليل حشاش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عقب الحيا ياطا على كل منقـــــــــــود
خلا هدوم القز والجوخ واقمــــــــــاش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ومجالس فيها من الزل ممــــــــــــدود
مجالس فيها معاميل وافـــــــــــــــراش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وصينية يركض بها العبد مسعـــــــود
وصفرٍ الى جا العصر مع كل هبـــــاش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تطاوحن قلب المناحيز بالعــــــــــــــود
في ربعة يفرح بها كل هتـــــــــــــــاش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ويزبن لها اللي من دناياه مضهـــــود
وقطعان تسرح عند لمات الادبـــــــاش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ صفر ومغاتير ويبرالهن ســـــــــــــود
مرباعها الصمان ماتقرب الطــــــــاش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ومقياضها دخنه الى صرّم العـــــــــود
يابن مهاوش كب حمسات الادفـــــاش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تجيك حمسات الهلايم بها ســــــــــود
قم سوا فنجال ترى الراس منــــــداش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يا شوق من قرنه على المتن مرجـود
دقه بنجر يسمعه كل طـــــــــــــــراش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حسه الى حرك على الهون بـــه زود
وحطه بدلة مولع كنها الشـــــــــــاش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وابهارها ما الى حط معـــــــــــــــدود
وان فاح ريحة بنها وهيلها جــــــاش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ومن الزباد اقنه على شذرة العـــــود
كنه بعرض الصين ورسٍ الى نــــاش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أو زعفران كلما علّـــــــــــــــم أردود
صبه على الطيب وعدّه عن الــــلاش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اللاش لافاقد ولا هوب مفقــــــــــــود
والمرجله ماكل رجل لها حــــــــــاش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واللي يريد الطيب ماهوب مــــــردود
لما حلا وقت الضحى قول شوبــــاش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وقامت تنازا بالمناعير جلعــــــــــــود
وثار الكتام وصار للشلف هبــــــــاش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ والذود قفا بالمساويق عرجـــــــــــود
وأنا على مثل النداوي الى حــــــــاش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تنزع كما ينزع من الكف بـــــــــارود
ومن لايروي شذرة السيف لا عـــاش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عليه جيب مورد ال
• نسبه
]هـو الشيـخ / مشعان بن مغليث بن منديل بن هذال شيخ مشايخ عنزة في زمنه ، وآل هـذال من عدينان من الجعيثين من جمعه من الحبلان من الجيل من العمارات من بشر من عنزة القبيلة الوائلية..
مولده وحياته :
من غير المعروف على وجه التحديد السنة التي ولد فيها مشعان ولا عُني أحد من جامعي شعره بذلك سوى طلال السعيد الذي قال أنه ولــد سنــة 1209هـ على وجه التقريب ، ولم يذكر مرجعه في ذلك .
وإذا أردنا الاستـدلال التقريبي نقول : أن الشيخ مشعان بن هذال قد ذكر في أحد قصائده عندما حصل خلاف بين جماعته بيت من أبيات الشعر التي تقودنا أن الشيخ مشعان عاصر الامام عبدالعزيز بن محمد بن سعود وشارك في مناخ العدوة سنة 1205هـ ضمن جيش الامام عبدالعزيز بن محمد بن سعود حيث أرسل الامام إبنه سعود مع عنزة بالاضافة الى قبائل نجد الاخرى لحرب قبيلة مطير وشمر الخارجتين عن طاعة الامام في ذلك الوقت ، فعلى أقل تعبير يكون عمره 25 سنة في تلك المعركة كفارس ، وما يدل أيضا رثائه لعمه جديع بن هذال الذي قتل في معركة كير سنة 1195هـ ولكنه لم يكن في سن فروسية لانه يكون عمره 15 سنة في ذلك الوقت وهذا الاستدلال التقريبي يقودنا في معاصرته أيضا للامام عبدالعزيز بن محمد بن سعود والدليل على ذلك من الابيات :
]يا العبد لا يطغيك في نفسك الــزود
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تراك مثل الفي عجل زوالـــــــــــــه
دنياك لو تعطي مواثيق وعهــــــود
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بواقة ما يامن العبد جالــــــــــــــــه
دنياك مادامت لسعدون وسعـــــــود
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وعبدالعزيز اللي حضرنا فعالــــــــه
ايضا ولا دامت لكســــــــرى وداود
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كم اذهبت حـــي تحطه قبالـــــــــــه
[font=Arial]
]ومن الابيات التي نسبت له بلا جزم في رثائه لعمه جديع في معركة كير سنة 1195هـ والتي أوردها البدراني ولم أجدها في مصادر أخرى :
]يا كير لاغب المطر في خباريـك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لا جاك من ربي صدوق المخايل
]ومـن ذلك يمكننا الاستنتاج أن مشعـان من مـواليد سنة 1180هـ أو قبلها أو بعدها في هذا الحول تقريبا ً وما يؤكد ذلك أيضا ما ذكر عنه في مناخ الشماسية سنة 1240هـ عند مقتله في الرواية التي ذكرها العبودي عن هزيمة قبيلة مطير وحرب وعسكر المغاربة والاتراك ، عندما سأل الدويش شيخ مطير أحد الاتراك الذي أثار بندقيته وهو هارب بعد الهزيمة بقوله قتلت شيخا كبيرا ً ويقصد على مشعان بن هذال رحمه الله ..كذلك عندما بعث له محمد علي باشا رسالة في سنة 1237هـ يحثه على الانضمام إليه وكان يخاطبه بقوله شيخ العشاير بمعنى أن مشعان كان وقتها شيخا بالرغم من وجود والده مغيلث بن هذال حيا الذي قتل سنة 1238هـ في مناخ الرضيمة وقد كان عمر مشعان ذلك الوقت 57 سنة وهذا يناسب سنة المشيخة ...
شارك الشيخ مشعان بن هذال في مناخ العدوة سنة 1205هـ مع قبائل عنزة ضد وغيرهم من القبائل حيث أرسل إلامام عبدالعزيز بن محمد بن سعود إبنه سعودا معهم وذلك ذكره صاحب كتاب لمع الشهاب في سيرة الامام محمد بن عبدالوهاب ما نصه في صفحة 97:
إن عرب الشريف الذين كانوا ملتجئين به من بداة نجد ، تفرقوا عنه راجعين الى اطراف نجد ، فقحطان احتازوا الى تثليث ، وعتيبه الى بريه مكة كركبة وما يليها ، وأما مطير فاحتازوا الى أرض شمر ، وإتفقوا مع مطلق الجرباء وبادية شمر جميعها ، التي في الجبل وصار بينهم وبين أهل القرى التي في الجبل حرب . فأرسل أهل الجبل إلى عبدالعزيز بن سعود أن هذا مطلق الجرباء نكث وإلتجأت مطير إليه ، فهذا اليوم نحاربه . وكان إذا شيخ مطير حسين بن وطبان الدويش رجلا شجاعا ، فلما سمع عبدالعزيز بهذا الخبر بعث ولده سعود ومعه بعض عنزة ، وكانوا أضداداً لمطيرـ...إنتهى
وحيث شارك مشعان بن هذال إلى جانب عمه عبدالله بن هذال الملقب بالمحزم ومعهم الفارس الزلال المطرفي الذي قال قصيدة بعد إنتصارهم وأخذهم بثأر جديع ممن أكمل عليه وقتله وهو حصان إبليس مسعود البريعصي حيث يقول الزلال المطرفي من أبيات :
]يا زين يوم حل فيه المثــــــــــــارى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ والحمد لله يوم حل القضى فيــــــــه
صال المحزم فوق قب المهـــــــارى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يشدي شعيب حدر السيل عاليـــــــه
مارددوه عيال علوى السكــــــــارى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مسعود طاح وصاخن الدم غاشيــــه
ومشعان صيده يوم يدلي خيـــــارى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وقع طريح ومجند الحرب راميــــــه
والبوق راعي البوق يصبح دمـارى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ غرة بيوق باق بأقرب بنيخيــــــــــه
البوق عاق الخيل حدر النمـــــــارى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كن الحديد امدورعن بين اياديـــــــه[/size]
فهنا الشاعر الفارس الزلال يشير إلى دور مشعان في هذه المعركة كما يبين أن مطير وشمر باقوا بعهدهم مع الامام عبدالعزيز وذلك ما ذهب إليه صاحب لمع الشهاب وأكدته قصيدة الزلال المطرفي ..
ثم تختفي الاخبار عن مشعان بن هذال حيث لم يتم ذكر مناخات أو معارك مع قبائل الجزيرة العربية بينها وبين بعض وذلك للاستباب الامن في تلك الحقبة وإستقرار حكم الدولة لسعودية الاولى والمطلع على تلك الحقبة يرج للمؤرخات فلن يجد مناخا أو معركة كبيرة من التي كانت تحدث بين القبائل باستثناء وقعات من الائمة السعوديين ومن والهم من القبائل ضد من لم يدخل في الطاعة أو خالف طاعة الامام أو لم يؤدي الزكاة فهؤلاء كانت تشن عليهم حملات من الامام ومن معه من القبائل حتى يرضخوا وذلك حتى عام 1233هـ أي عند إنهيار الدولة السعودية الاولى وفي نفس الوقت لم تسعف الاخبار والمؤرخات ذكر عن مشعان بن هذال في هذه الفترة بالرغم من تواجده في قلب نجد ومن معه من آل هذال والعمارات من عنزة ..
ثم أتى ذكر مشعان في كتاب البدو والبادية للمؤلف جبرائيل جبور نقلا عن كتاب لبنان في عهد الامراء الشهابيين لحيدر أحمد الشهابي وقد ذكر في صفحة 398 :
في أخبار سنة 1233هـ /1817م يذكر إنتصار إبراهيم باشا بن محمد علي باشا على الوهابيين ويذكر قبيلة عنزة ومن أسماء شيوخهم الضويحي والحميدي وناصر المهنا ومشعان الهذال..انتهى
ثم نجد رسالة من محمد علي باشا في سنة 1237هـ يطلب منه الانضمام إلى صفه وتقديم الولاء والطاعة ولكن الشيخ مشعان لم يطعه في ذلك ولم يكن ليوالي هؤلاء الدخلاء أو أن يقبل أن يكون عميلا لهم كما فعل بعض مشائخ القبائل الذين خانوا العهد مع الائمة السعوديين الذين هم سبب الخير الذي كانوا فيه وسبب عيشهم في نجد ، نجدهم يخونون الائمة السعوديين وينضمون الى محمد علي باشا وعساكره ضد الدولة السعودية ، وهؤلاء لايخفون على المطلعين على التاريخ ويقرؤونه قراءة جيدة وقد قال فيهم إبن بشر في كتابه عنوان المجد في تاريخ أهل نجد صفحة 321 في أحداث سنة 1233هـ :
وكانت وقعة سمحة وانهزم أهل الدرعية وذلك أن الباشا بعد وقعة الغبيراء خرج إليه أناس من البلد وأخبروه بعوراتهم ومعاديهم وكان أكثر ما شد ظهور الترك في نجد والبلدان ، وأسكن جأشهم وقواهم على أهلها ، أناس تبعوه من أهل نجد ومن رؤساء البوادي ممن كانت نبتت لحومهم وجلودهم هم وأبناؤوهم وأقاربهم على جزيل عطايا آل سعود وفضائلهم ، ولا نالوا الرئاسة إلا بسببهم ، فظنوا أنهم إذا سابقوا إلى الترك وساعدوهم يفعلون بهم كفعل آل سعود معهم ، وحاشا لله ، بل قتلوا أناسا منهم لما أخذت الدرعية الا من هرب منهم ..إنتهى كلام إبن بشر
وهذه رسالة محمد علي باشا إلى مشعان بن هذال وقد ذكرها فايز البدراني في كتابه من أخبار القبائل في نجد صفحة 234:
رسالة من محمد علي باشا الى الشيخ مشعان بن هذال سنة 1237 :
ولكي يواجه محمد علي باشا تمردات القبائل تلك ، لجأ إلى الضغط عليها عسكريا من جهة وإستمالة القبائل الاخرى وحشدها ضد القبائل المناوئة ، وفي هذا الصدد أرسل عددا من رسائل التأليف إلى شيوخ القبائل الذين لم يشتركوا في التمرد من عنزة وغيرهم .. وفيما يلي نص الرسالة إلى الشيخ مشعان بن هذال :
" فخر العشاير شيخ العرب مشعان بن هذال ، شيخ عربان عنزة زين قبيلته .. بعد السلام المنهي إليك ، أنه وصل إلينا كتابك بصحبة آدمك ، وكامل ما ذكرتموه صار معلومنا ، من قبل إخلاصك في خدمتنا ، وإلتجائك لطرفنا ، وإنقيادك وإمتثالك ، مع إبراز حسن الخدمة إلى قدوة الاماثل والاقران ، حسن بك محافظ المدينة المنورة ، فالذي يخدم بابنا بالصداقة وحسن الاستقامة لا يضيع سعيه ، ويرى مكافأته ، فيلزم أن تكون صادقا في كل خدمتك ، ومنقادا ٍ إلى الميرمير المومى إليه ، وطاعتكم له كطاعتكم لنا ، وكذلك عرضتم أن آل عريعر أهل الحسا وأهل القطيف قايمين ومستقيمن ، تحت خدمتنا ، وهم مجربون في الصداقة والاستقامة عندنا ، ومأمول منهم ذلك ، وحسن نظرنا شامل عليهم ، ومرسلين لك الكسوة بصحبة أدمك الراجع إليك تلطيفا لك والسلام.."انتهى
ونجد أن الشيخ مشعان بن هذال قد خالف هذا الرسالة جملة وتفصيلا ولم ينخ أو يذل أو ينصاع إلى خدمة الباشا المذكور ويدخل تحت جناحه كما فعل البعض ، قد يقول البعض أن في سطور الرسالة ما يؤيد أن مشعان سبق له مراسلة الباشا في أنه سيكون معه ولكن ماهذا إلا كما يقال سياسة لتجنب الاصطدام وحقن دماء أفراد قبيلته حيث أن العسكر مجهزين بمدافع وأسلحة متطورة غريبة عن أبناء القبائل حيث لم يعرف مشعان إلا السلاح الابيض الرماح والسيوف فقط ، ولكن نشاهد عندما حصل الاصطدام بين مشعان وهذا الباشا وعساكره سنة 1240هـ في مناخ الشماسية حيث كان معه قبيلة مطير وحرب وغيرهم ، هزمهم بالسلاح الابيض وقتل عندما ولوا منهزمين فارين يجرون أذيال الهزيمة وقد قتل مشعان في ذلك المناخ ليس هزيمة أو خنوعا ولكن لان الله أراد ذلك وسنأتي في ذكر ذلك ..
مشاركة مشعان بن هذال في مناخ الرضيمة سنة 1238هـ في معركة بين العجمان ومعهم قبيلة مطير والدواسر والسهول ويام وأهل نجران ضد قبيلة بني خالد ومعهم عنزة وسبيع وإنتصار العجمان ومن معهم ومقتل والد مشعان ، مغيلث بن هذال ..
هجرة مشعان بن هذال بعد مناخ الرضيمة الى الشمال حيث أن الابل كانت هزيلة من شدة القحط والجوع والجدب الذي أصاب نجد في تلك الحقبة ثم بعد إستقراره وفرضه سطوته في تلك المنطقة وقد تنقل في شمال الجزيرة العربية وحتى الشام وقد فرض الخوة في تلك المناطق وأسس ملكا ً لهم ووجد خيرا ً كثيرا ً ، حتى أن الابل إمتلئت بالشحم من كثر الخير وسنأتي على ذلك في قصيدة الشيخة ، ثم بعد أن أتت المراسيل من مسعود عبد الشيخ مشعان بن هذال بقصيدة بعث إليه بها ليعود لنجد وأن دياره قد نزل بها بعض القبائل التي ضايقت مسعود وأن مسعود يبلغه أن مثله جهامة يبعدون من أمامهم ، كذلك ما قاله أحد مشائخ حرب من أن مشعان عينه لن ترى نثيلة القهوى بمعنى أنه إستولى على دياره ، ثم تأتي مراسيل أخرى من حاضرة عنزة من الزانتي التويجري من حاضرة عنزة بالقصيم ويبلغ مشعان بالعودة إلى نجد ويحثه على ذلك ، كذلك ما أرسله الشيخ ماجد بن عريعر شيخ قبيلة بني خالد ويحث مشعان على العودة الى نجد وما قالته أمه من كلمة أثارته للعودة فعاد في سنة 1239هـ وعندما أتى من الشمال متجها إلى القصيم هاجم قبيلة مطير في ورد الدجاني من موارد الصمان وشعيب الثمامي أيضا بالقرب من حفر الباطن ، ثم تحدث معركة في أبانات بين عنزة بقيادة مشعان وبين مطير وحرب ومن معهم وأخذ فيه غالي أذوادهم وهزمهم فيها ، ثم يحدث مناخ العمار بين عنزة ومطير مرة أخرى بقيادة مشعان ويتم قتل سحيل بن سقيان من مشائخ مطير وتهزم قبيلة مطير وتم ذكر قصائد في ذلك من شعراء مطير لشدة الهزيمة في ذلك المناخ ، ثم تحدث مناوشات حربية بين أتباع الشيخ مشعان بن هذال من عنزة وبعض قبائل بني خالد التابعة للشيخ ماجد بن عريعر مما سبب بعض الحزازيات بينهم وورود قصائد في ذلك ، ثم يستولي مشعان على قافلة في نجد سنة 1240هـ آتية من العراق ويحدث في نفس السنة مناخ الشماسية سنة 1240هـ بين عنزة بقيادة مشعان بن هذال ضد قبيلة مطير بقيادة فيصل الدويش ومعه حرب بقيادة إبن مضيان ومعهم عساكر الترك والمغاربة ويتم هزيمتهم ويريد الله أن يقتل مشعان في ذلك المناخ بعد هزيمة أعدائه..
وسنأتي على ذكر القصائد لاحقا...
وكذلك من الحوادث التي مرت بمشعـان أن وفداً مبعوثاً من والي مصر عباس باشا جاء إليه يعرض شراء فرس يملكها من فصيلة " كحيلان كروش " بمبلغ 25 ألف ريال وفي نفس الليلة جاءه رسول من حاكم البحرين الشيخ محمد بن إبراهيم آل خليفة يطلب الفرس ذاتها هدية من مشعان .
وأخبر مشعان الوفدين بأنه سيخبـرهما بقــراره في صباح اليوم التالي ، واستشار قومه فأشاروا عليه أن يبيع الفرس ويهــدي حاكم البحرين فرساً أخرى معتذراً عن بيع الفرس التي أرادها لكن مشعـان قرر أن يهدي الفرس دون مقابل لابن خليفة فصلته أقرب [ كلاهما من قبيلة عنزة ] من صلة والي مصر .
ولمـا علم حاكم البحرين بما حدث أرسل إلى مشعان يدعوه إلى البحرين ، وهنــاك أكرمه بخيل وإبل كثيرة كما فوضه بأن يأخذ ما يشاء من أسواق البحرين ، وفي السوق رأي مملوكاً أسود يقوم بالإشراف على أحوال السوق ، وكــانت له مكانة كبيرة لدى الحاكم فأراد مشعان أخذه لما رأى من قوته وزينة ملبســه ، ولم يفلت المملوك من مشعان إلا بعد أن استرضاه الحاكم بمملوكين آخرين عوضاً عنه .
وعندما غـادر مشعان البحرين حمًّل الحاكم سفينتين بالهدايا والمؤن هدية لمشعان الذي أرسل إحداها إلى صديقه الشاعر مهنا العناقي في الأحساء هدية له .
وصداقة مشعان للعناقي غريبة وفريدة تكمن في مقدرة الشعر على التأليف بين شيخ كقبيلة كمشعان وعبد الشيخ ماجد بن عريعر وشاعره ، وأن تكون العلاقة على قدر من المحبة والاحترام فذلك أمر يلقي بظلال علىالقيم الاخلاقية الرفيعة التي كان يتمتع بها الشيخ مشعان والتواضع الجم ...
ويروى أن مشعانا كان ينزل ضيفا على العناقي في الاحساء والذي كان أشبه بوكيل يبيع له ويشتري باسمه ، ولما كبر مهنا وضعف بصره ساءت أحواله فزاره مشعان مع جماعة من قومه ، ولجأ مشعان للتلثم مدعيا أن بعينيه رمد كي لا يعرفه مهنا العناقي الذي رحب بضيوفه وذهب إلى جاره يطلب منه القهوة ومالا لشراء الذبائح للضيوف فأعطاه القهوة وطلب منه إمهاله قليلا حيث ذهب الجار لزوجته وقال لها (( إذهبي لاهل جارنا وساعديهم في إعداد الطعام لضيوفهم ))..
إستغل الجار غياب زوجته فباع ذهبها وإشترى به الذبائح اللازمة وأرسلها لمهنا العناقي ، وبعد أن قدم الطعام وذهب الضيوف للنوم تسلل مشعان لصندوق يحفظ فيه مهنا حاجياته فوضع فيه صرة من النقود وخرج مع قومه سراً دون أن يدري العناقي الذي عرف في الصباح أن مشعانا كان ضيفه البارحة دون أن يدري فاقتسم المال مع جاره الكريم ..وهذا موقف آخر يصور لنا طيبة الشيخ مشعان وكرمه وجوده في أيام كان الكريم نادرا ً بها ، نظرا لما في تلك الحقبة من جوع وفقر..
وأسوق هذه القصة الصغيرة ربما لا تحوي شاهد شعري الا أنها ذكرت عنه رحمه الله ، وقد ورد ذكرها في مخطوطة النجم اللامع للنوادر جامع ، أخبار وأشعار من القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجري للمؤرخ محمد العلي العبيّد في صفحة 414:
وأخو بتلا هو مشعان بن هذال وقد حدثني رجل عن شيخ من أهل بريدة وقال وقد ذكروا لي قصة لمشعان بن هذال فاقالوا أنه لما كان قاطنا على ماء يسمى الطرفيه يبعد عن بريده اربع ساعات قال وكان معه خوف من تركي بن عبدالله بن سعود ان يغير عليه وكان له صديق منأهل بريده يعتمد عليه وكان هذا الصديق بابا ً للوافدين على بلده وحريصا على تطلع الأخبار فأوعز إليه مشعان أن كان بلغه خبر ثابت أن تركي بن سعود خرج من الرياض فليبادر إليه بالخبر مع رجل مخصوص ، قال فلما تحقق ان ابن سعود خرج من الرياض بعث إليه بكتاب مع رجل يعرفه بشدة جريه وقال اننا شرطنا للرجل ريال على ايصال كتابكم الرياض فإنه لايريد غيره فلما قرأ الكتاب قال للرسول : رح إلى زيد ليعطيك الريال أجرتك ، وكان زيد اخو مشعان وهو الذي بيده مصاريف أخوه مشعان (....) ، فلما أتاه الرسول يطلبه الريال قال له خذ عليه سمن فابى المرسول قبول السمن عوض الريال فمر مشعان وسأله هل زيد أعطاك الريال فقال لا يقول خذ عنه سمن وانا ما قبلته فقام مشعان إلى فرسه وجذب حبلها من مربطها واعطاها الرسول وحلف بالطلاق انه لايطلق حبلها من يده إلا من يشتريها منك بما يرضيك ، قم يافلان بلغ زيد بما جرى فقال الرجل وأخبر زيد فأتى زيد مسرعا يتعثر بثيابه فجعل يسموها من الرجل والرجل لم يلتفت إليه ومشعان واقف يحث الرجل على التمسك بها والا يرخص بيعها على زيد فكان يريد بذلك التنكيل لزيد وان لايعود لمثلها فما قنع الرجل ببيعها حتى بلغ من يسومها مائة ريال واستلم منه المائة بدل من ريال واحد ..
واذا تمعنا موقف الشيخ مشعان بن هذال هنا نجد الكرم والاصالة والشهامة والوفاء في إستيفائه لحق الناس مهما كان بسيطا وتافها ، وأنه يرخص الغالي ليوفي الناس حقوقها ويدفع عن حقهم ولو منعهم من حقهم أقرب الناس إليه وهذا ما إستنتجناه في هذه القصة التي ذكرها العبيّد ، وقبلها قصة مهنا العناقي شاعر إبن عريعر سالفة الذكر عندما ترك له مشعان صرة مليئة بالنقود ، وغيرها الكثير مما يتفرد به مشعان بن مغيلث الهذال من صفات قل أن توجد في غيره من المشائخ ..
كذلك من ضمن الاحداث التي مرت بالشيخ مشعان بن هذال وذلك ان الشيخ مشعان بن هذال تزوج رفعة بنت حباب بن قحيصان بن حنايا البرازي في من شيوخ البرزان من مطير وذلك قبل مناخ الرضيمة سنة 1238هـ ....
وهذا كلام منديل الفهيد فقد ذكر مانصه : وقد حتم عليهم أن يجوزوه رفعة بنت حباب فزوجوه وبقوا في جواره..انتهى كلام الفهيد...
كما ان مشعان بن هذال هو اللي رمى أبو رفعة ، حباب بن قحيصان بن حنايا البرازي المطيري يوم مناخ الرضيمه سنه 1238هـ ... ويقول حباب بن قحيصان بن حنايا البرازي المطيري من بيت شعر يوم مناخ الرضيمة قبل مقتله عندما أصيب :
أشوفها تاخذ علينا شهرهــــــــا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ غدت بابو رفعة على حول مشعان.ـ
والذي قطع رأس حباب بن قحيصان شيخ البرزان هوأحد فرسان قبيلة الصقور من عنزة ...
والمفروض البرزان ياخذون الثار من الاثنين الصقري ومشعان بن هذال ... لكنهم تصالحوا لانه ناسبهم ، وجاوروا مشعان وعندما كان الصقري اللذي قتل حباب بن قحيصان البرازي المطيري عند مشعان يتعشى وكان عبدالله بن قحيصان أخو حباب يتربص بالصقري حتى خرج من عند مشعان فقتل عبدالله البرازي هذا الصقري بثأر حباب فأمسك الشيخ مشعان بن هذال بعبدالله بن قحيصان وربطه لانه قتل ضيفه وهو في حماه وكان مشعان في حيرة هل يقتله أم ماذا يفعل به ، مع علمه أنه طالب ثأر ، فترجل عبدالله بن قحيصان البرازي المطيري بأبيات من الشعر يسندها على الشيخ مشعان بن هذال يقول :
يا شيخ ما أنلام أنا في ذبحتي له
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ لو أن ما مثلي لمثلك تجـــــــــــرى
اصبر بها يانافل كل جيلـــــــــــــه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ يا اللي على فود النفايل مضــــرى
ياما قضن ايماننا من غليلــــــــــــه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ وياما تركنا قالة ما تطـــــــــــرى
وهذا اللي يقصده عبدالله بن قحيصان عم رفعه ... يوم قال لمشعان ...بالشطر الثاني بالبيت الاخير: وياما تركنا قالة ٍ ماتطرى ..! فقال له مشعان وش القاله ؟
قال حباب عندك وزوجناك بنته .. يعني أنك أنت اللي رميت حباب وكنت سبب في قتله ورغم ذلك زوجناك بنته.
فعفى مشعان عنه وأكرمه ..
• شاعريته :
بالرغم أن الشيخ مشعان كان فارسا وشيخ مشائخ قبائل عنزة إلا أن الشعر كان له نصيب وحظ وافر منه ، فالشعر جميل عندما تسمعه فما بالك عندما يكون من أمير وفارس وشيخ لايقول شعر في حرب الا بعد الفعل لا يصف وصف الا تجده في مكانه ودقيق وعندما يقول حكمة فإنها دررا وسنقرأ ذلك فيما بعد ..
وشعر مشعان يمتــاز بالحماسة والحكمة ، وله قصائد متبادلة مع شاعر الأحساء في زمنه مهنا العناقي والشاعر نمر بن عدوان .
وترجع شهرة مشعــان في التراث النبطي في المقام الأول إلى قصيدته " الرائية " التي أخذت لقـب " الشيخـة " كدلالة علة قوتها ، والشيخات في الشعر النبطي مجموعة من القصــائد قد تشبه بالمعلقات في الشعر الجاهلي ولكنها رائعة تمتاز بالحماس والفخر.
• وفاته :
إن الاختلاف في تحديد وفاة مشعان الهذال يتخذ شكلاً غريباً ، فالثابت أن ابن بشر المعاصر لمشعان أورد حادثة مقتله بالتفصيل ضمن حـوادث سنـة 1240هـ في كتابه الشهير " عنوان المجد في تاريخ نجــد " بينما كثير من المراجع المتأخرة ومن بينها مراجــع لباحثين مجتهدين يجزمون بأن مقتله حدث بعد ربع قـرن مــن ذلك التاريخ أي سنة 1266هـ ، ولا يشيرون للتاريخ الذي ذكره ابن بشر ولا نعرف سبباً لذلك .
وما نراه أن الاطمئنان أكثر إلى قوله ابن بشر ما لم يأت مخالفوه ببينتهم ، ولا نجد في شعر مشعـان أو سيرته ما ينفي تاريخ ابن بشر الذي يذكر أنه قتل " في مجاولة الخيل . قتلـه فارس من عسكر الترك " في شوال من سنة 1240هـ ومن أراد الاستزادة عليه الرجوع إلى موضوع مناخ الشماسية.
• مصادر شعره :
اهتمـت كتـب الشعر النبطي ودواوينه بشعر مشعان الهذال منذ بدايات التـدوين ، ولكن ليس بالقدر الكافي وأكثر من اهتم بشعره عبدالله الحاتم في كتــابه " خيار ما يلتقط من الشعر النبط " وابن عبار في مؤلفاته " قطوف الازهار" ، " لقطات شعبية " ، ومنديل الفهيد " من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية " ، عبدالله بن رداس الحربي في " شعراء من البادية " ، محمد الهطلاني في " الدرر الممتاز " ، كما أورد له المستشرق الألماني تشارلز هوبر بعضاً من قصائده في مخطوطته التي تعود للقرن التاسع عشر الميلادي ، وشعر مشعان عموماً وجد متناثراً في كتـب الشعر النبطي ، وقد قام أخيراً المؤلف إبراهيم الخالدي بجمعأغلب قصائد مشعان ، في ديوان ونشره ضمن " سلسلة المختلف للتراث الشعبي " وسماه ديوان مشعان الهذال ، وإنشاءالله سنحاول أن نجمع ونذكر كل ما ذكر بقدر الامكان عن هذه الشخصية العظيمة من قصائد..
• قصائد الشيخ مشعان بن هذال وموروثه الشعبي :
* يقول الشيخ مشعان في النصيحة والتحذير من مرافقة الادنياء مؤكدا ً أن الجميل لاينفع معهم ونجد بها الكثير من القوة وفصاحة المعنى رغم قلتها يقول :
يا بايع جوخ على غير أهاليـــه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مثل الذي ينزل بقصر ٍ خرابـــه
لو يدهجه وبل الثريا ويسقيــــه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ويمطر بياقوت ٍ ومسك ٍ سحابه
ما ينبت النوار لو سال واديــــه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بأرض ٍ صباخ وملح جنابـــــــه
ولد الردئ لو طاب لك لاتماشيه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يومين والثالث مبين الردى بــه
* ويقول الشيخ مشعان في الغزل ، وهنا يتغزل في زوجته سارة واصفا جمالها ، ونرى هنا عاطفيته :بالرغم من أنه رجل وفارس حروب الا أن الغزل كان له نصيب منه :
هبيت يا قيل ٍ لسارة يمــــــــــــــــاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سارة غدت بالزين عن وضح الاجناب
الى مشت مع لابسات الخــــــــــزاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لكن تضربهن على الوجه بحـــــــراب
ملح القطيعا خالطه ملح ضـــــــــاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ والملح من غيره صباخي وجبجــــاب
* ويقول الشيخ مشعان يتحدث عن شعره :
قال الذي عدى بعالي قراهــــــــــا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عيطا ولا نطيتها في حياتـــــــــي
واليوم انه بغى القيل جاهـــــــــــا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يوم العذاف وياخذ الكاملاتــــــــي
ولفتها لما تولف بنـــــــــاهــــــــا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ صيورهن عقب الخفا بيناتـــــــي
كنيتها بالصدر عند استواهــــــــا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من خوف يدمرها غشيم الرواتي
* وهذه القصيده قالها الشيخ مشعان تتحدث عن مذمه الدنيا والتحدث عن لذاتها الحقيقية وهي الخيل والابل والبيت الكبير :
يقول ابن هذال رسم علــــــى رف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قيل ٍ عسير وتو بيته جديـــــــــدي
يا قلب ياللي بين الاضلاع يهـــتف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كما يهف النود خضر الجريـــــدي
والى تزفر باحتماله كمـــــــــا دف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دف تعاطت به سكارى العبيـــــدي
يالله يا خلاق صف ورا صــــــــف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أحد ٍ دريك الروح واحد ٍ وليــــدي
ترحم مشقى ضامه الضيم واشتف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دنيا تعللني جذا الحبل بيــــــــــدي
يا جاهلين بوقتكم والطرب هـــــف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دنيا على دين شقاها يزيــــــــــدي
وقت ٍ على وقت ٍ تعظم به الشـــف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ما طوعوا به حاكمين البليـــــــدي
لو ان جمع المال في قوة الكـــــف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ والله لاروي حد شطر الهنيــــــدي
كان انتقل باحتمال بلا خــــــــــــف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ونعدل الدنيا على مانريــــــــــــدي
أول شفاةالقلب جيش يــــــــــردف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ببلاد ابن هذال يوم الوكـــــــيـــدي
وبيت كبير كنه الجبل مزتـــــــــف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ منارته تجذب عليه البعيــــــــــدي
نفرح الى جونا هل الفطر الهــــف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لي نوخوا يوم ٍ علينا سعيـــــــدي
نجري لهم بالبن والزل يرضـــــف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وحنا على قولات نغم نزيـــــــــدي
وعقبه شحم حيل ٍ يقلط بهنـــــــف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يستاهلونه كاسبين الحميــــــــــدي
وصلاة ربي عد ما يسكن الطــــف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من الحسا لي دار خلطين الايـــدي
* وهذه القصيدة على قصر مقطوعتها الشعرية وصعوبة قافيتها الا أنها تجمع بين موضوعي الكرم والشجاعة وافتخار الشيخ مشعان بهما :
مع طلعة النجمة بكفي تناوشــــــــــــت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دلال بيضٍ والمقاضب براغيــــــــــــــل
وجميع ما ناشت يديني وما نشـــــــــت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مابين مطعوم الصحن والمعاميــــــــــل
أشوف لو طالن الايام ما عشــــــــــــت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لابد ما رزت علي المخاييـــــــــــــــــــل
أبي ليا جوني شواريب أهل عشــــــــت*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لا خلصوا من عقب حلب ٍ وتبهيـــــــــل
أبي ليا جا ينفذ الحقو بالبشـــــــــــــــت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قفوه عيالٍ تقل لجة مخاليـــــــــــــــــــل
وان صاح صياح الضحى ما تبلشــــــت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ليا نوهوا باخوان بتلا هل الخيـــــــــــل
لى اقفت بي الصفرا مع الحزم واقرشت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وكتم عجاج الخيل مثل الهماليــــــــــــل
وجميع ما ناش المهند لهم دشــــــــــت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ في موقفٍ فيه النشامى ذواهيـــــــــــــل
عودت كني حافلٍ ما بعد هشـــــــــــــت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وجبت القلايع هي واهلها جهاجيــــــــل
* تعليق : يقصد بشواريب أهل عشت أي الرجال الاجواد عندما يصب لهم فنجال القهوة يقولون للفداوي او الذي يصب لهم : عشت ، كنوع من الآداب والأخلاق التي جبلوا عليها والتي حث عليها ديننا الحنيف..
* وأيضا قال الشيخ مشعان بن هذال هذه القصيدة يشتكي فيها من الحب ويسندها على شخص يدعى عثمان :
أهلا ً عدد ما سال من غب الامطـــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عشب ٍ زها ترعاه خور المتالـــــــــي
وازهى عواد النفل روض ونــــــــوار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أو ما سمر بارق حقوق الخيالــــــــي
أو عد ورق ٍ ساجع ٍ فوق الاشجـــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وعد الرياح وعد ذر الرمالـــــــــــــي
أو عد ما ركبوا على قب الامهــــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أو ما تلاف الهجن حلم التوالــــــــــي
سلام أحلى من لبن در الابكــــــــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ والذ من شربات قرح الزلالــــــــــــي
واغلى من الياقوت مع حص الابحــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تلا عقود مثمنات غوالـــــــــــــــــــي
واخن وانوج من عذيات الاقمـــــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واصح من ذعذاع لفح الشمالــــــــي
يهدي لغطروف ٍ تهايـــــــــف الى دار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ شعة جبينه مثل نور الهلالـــــــــــــي
يا بو خدود كنهن فلق جمّــــــــــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عينه وعنقه مثل عنق الغزالـــــــــي
راعي ثليل ٍ فوق الارداف نثــــــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أسمر الى دنّق على القاع مالــــــــي
يغذي بغالي المسك والهيل وبهــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مع كل ما يذكر من العطر غالـــــــي
ملقى النحر يفضح كما البدر وان عار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ والا كما الفضة حضاها الصقالــــــي
غدنانة ٍ غنجا من البيض معطــــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ خصه الا هي بالبها والجمالـــــــــــي
أنوح من وجده وعمين الابصــــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وامشي وانا قلبي من العقل خالـــــي
يازين واعدني على كتم الاســــــــرار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إرحم فديتك يا بعد من غدالـــــــــــي
والله لولا اللوم وادرا من العــــــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لا صيح وانخى كل حي حما لــــــــي
وخلاف ذا ياراكب ٍ فوق مذعـــــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ما يلحقنه سلجات الحبالــــــــــــــــي
كنه الى اقفا مع شفا الريع وانـــــذار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ربد ٍ جفل واقفي من القفر جالــــــي
فوقه صليب الراي ماهو ب هــــــذار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أبو سعد ركبي بخطي مشى لــــــــي
تريضوا مقدار ما انظم سطــــــــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ زاج بقرطاس ٍ من العود سالـــــــــي
بيوت ٍ نظاف كنهن جنى الاثمــــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نصّه لمن يمنع عقاب التوالـــــــــــي
تلفي لنا عثمان زربني حجا الجـــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هو مشتلن شكواي حيد الجمالـــــــي
عيد ٍ لهل هجن ٍ تلفوه خطـــــــــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ شب الصلف كنه تلاف ٍ هزالــــــــــي
ينصاه من ((نزوى)) الى حد سنجـار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ محاسنه تحكي بشرق وشمالـــــــــي
قله عشيرك يا فنا الضان محتــــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ابصر بنا حيثك تدور الدوا لــــــــــي
أشكي عليك اللي تبدى بالانـكـــــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عقب المحبة بان منه الجفا لــــــــــي
كني على فرقاه سجوال خمــــــــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ و الا صريع ٍ بان فيه الهبالــــــــــــي
قم عز مفجوع على سيد الاعفــــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حيثك سنادي عالم ٍ بالحوالـــــــــــــي
وسلم عدد ما طار من عش الاوكـــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وما هل وانهل ما بروس المتالــــــي
* وقال هذه القصيدة يتوجد على زوجته سبيكة بنت قاعد بن روضان شيخ قبيلة الساري من ضنا فريض من الولد من الفدعان من ضناعبيد من عنزة عندما غاضبته وكان لها من الاخوة الشيخ الفارس مشعان بن قاعد و علي بن قاعد الملقب القصاب ، ويقال أن هذه القصيدة قالها مشعان وقت هجرة الفدعان إلى الشمال في حدود سنة 1220هـ تقريبا وكان وقتها مشعان وجماعته بنجد وديار عنزة ، وقد كان جالسا عند القهوة ومجتمع مع قومه فقال هذه القصيدة :
يالله يا منشي المزون المزابيـــــــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يارب نطلبك الفرج والمعونــــــــه
أنا وخلي فرقتنا المقاديــــــــــــــــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وكم واحد بيديه يطرف إعيونــــه
من دونها حالوا عيال مساطيـــــــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ علي ومشعان يعرضون دونــــــه
من دونها اللي يكسرون الطوابيــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وعزي لمن مثلي يصالي غبونــه
فوق اشقح يتلي السلف والمظاهير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يتبع قطيع مغتر مثل لونــــــــــــه
منجاعهم وادي الشملي وأبا القيـــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أقفا مع الفدعان تطرخ اضعونــه
وان كان سلتوا يارجال المخاسيــــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عن حالتي فالحال مني ترونـــــه
وجدي عليهم وجـد من طاح بالبيــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ خم الـرشا وحال ازرق الجم دونه
أو وجـد مـن صكوا عليه المشاهيــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أزروا هـل الـردات لا يـظهرونـه
أو وجد راعي هجمـة ٍ بـه خواويـــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مايقدرون أهل الطلب يرجعــونه
غدوبها اللي يكسرون الطوابيــــــــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واقفا من اللوعة يصالي غبونـه
اهجل كما تهجل خلوج ٍ على ضيـــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واندب وقلبي وهقنه ظنونـــــــه
على الهنوف اللي ثمانه مغاتيـــــــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ غـروٍ يـغـذي بـالشمطـري قرونه
ماوقفت بالسوق سواة العاطاطيــــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ولا لمحت للي رضى بالمهونــه
ماكولها التمن على حنطة الديــــــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وتمرة شثاثا لريش العين مونه
ومشروبها در البكار المباكيــــــــــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تلقا الصبوح مبرد ٍ في صحونه
ملبوسها أفخر ما سدوه الحواضيــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تلبس طربزون مخثع ردونـــــه
يا موقدين النار جوكم مساييــــــــــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ناس دعتهم ناركم تشعمونــــــه
الله يـطـيب فالكـم يـا مناعـيــــــــــــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بـسـلام احـلا مـن روايح مزونه
حطوا حطب حطوا على النار تكسيـر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الا سمي الترف لاتوقدونـــــــــه
أمس الضحى عندي بوسط المقاصير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ والـيـوم عنـي مبعـدات ٍ ظعونـه
يالله ترد اللي تيسر على خيــــــــــــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ والقلب من فرقاه كثرت إشطونه
* من القصائد الشهيرة التي قالها الشيخ مشعان بن هذال هي قصيدة الشيخة التي لم تكن نسج أفكار أو أقوالا بل هي معلقة في حد ذاتها وقد قالها الشيخ مشعان بعد رجوعه من الشمال إلى نجد وقد ذكر جميع ما صار له من أحداث وهو بالشمال بالاضافة إلى المعارك التي حدثت له في نجد وطرده لقبائل حرب ومطير وغيرهم ممن نزلوا في ديار عنزة ، وحدوث معارك مناخ العمار سنة 1239هـ ومناخ الشماسية سنة 1240هـ وحتى نذكر القصائد المختلفة الاتية يجب علينا توضيح أسباب المعارك..
كانت قبائل العمارات من عنزة تتنقل في أنحاء الجزيرة العربية حيث وجد الكلاء وتوفر الماء ولا تستقر في مكان معين وإن كان إقليم منطقة القصيم هو المساحة التي تتربع عليها في قلب نجد وضواحي حائل ، وعندما يشتد القحط على نجد وتقحط الديار فانها تتجه الى الشمال نواحي العراق لتكتال وتبحث عن مراعي أخصب والمتتبع لاخبار آل هذال شيوخ مشائخ عنزة عموما وشيوخ مشائخ العمارات تحديدا يجد أن هذه القبيلة لايطيب لها المقام في مكان واحد وتنتقل كثيرا حيث يوجد الماء والكلاء ونظرا للقحط والجدب الذي أصاب نجد اتجهت بعض قبائل العمارات الى الشمال بالرغم من أن صلاتها لم تنقطع عن قلب نجد وأطرافها الشمالية ، وعندما كانت العمارات من عنزة تقطن بالصمان وهذا في حوالي العام 1232هـ تقريبا وكان الشيخ مشعان متزوج أخت الشيخ مسلط الرعوجي ، قام بعض جماعة مشعان بالوشاية لمشعان بأن مسلط الرعوجي هو سبب مشاكلهم وأنه يجذب العرب للغزوات فصدقهم مشعان فاختلف مشعان مع مسلط ، وأيضا أراد مسلط الزواج من بنت الدويش وبعدما هاجر مسلط وتركهم وعرفت أخت مسلط وهي زوجة لمشعان أن جماعة مشعان لايريدون مسلط وأنهم هم السبب في المشاكل بينه وبين مشعان فقالت قصيدة لاخوها مسلط :
يا مسلط افطن في هروج الوقاعه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يا مسندي مروي شبا كل مسنـون
يا اخوي يا خانة اقلوب الجماعــه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حلوين الالسن ما الحالك يروفـون
انته جلوبتهم ليالي المجاعـــــــــه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وانته ابضاعتهم الياجو يمـــــدون
باعوك بيعة مرخصين البضاعـــه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اللي يدبرها امقل ومديــــــــــــون
الحر له حروة اسهيل ارتفاعـــــه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وآخر مواقيعه على نجــد أو دون
الحر يشبع من فرايس اذراعـــــه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تلقا الوكارا في مكانه يحومــــون
وبعدها تركهم مصلط ورحل عنهم وجاور الدوشان شيوخ مطير سبع سنين وتزوج منهم وكان له موقف شجاعة ورجولة معهم ، وقال هذه القصيدة :
ابي اتصبر والظما يبعد الجـــــــــــــاش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الياما طواني وايبسن يبست الجــــــود
المسعد اللي ما سرى من الليل حشاش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عقب الحيا ياطا على كل منقـــــــــــود
خلا هدوم القز والجوخ واقمــــــــــاش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ومجالس فيها من الزل ممــــــــــــدود
مجالس فيها معاميل وافـــــــــــــــراش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وصينية يركض بها العبد مسعـــــــود
وصفرٍ الى جا العصر مع كل هبـــــاش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تطاوحن قلب المناحيز بالعــــــــــــــود
في ربعة يفرح بها كل هتـــــــــــــــاش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ويزبن لها اللي من دناياه مضهـــــود
وقطعان تسرح عند لمات الادبـــــــاش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ صفر ومغاتير ويبرالهن ســـــــــــــود
مرباعها الصمان ماتقرب الطــــــــاش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ومقياضها دخنه الى صرّم العـــــــــود
يابن مهاوش كب حمسات الادفـــــاش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تجيك حمسات الهلايم بها ســــــــــود
قم سوا فنجال ترى الراس منــــــداش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يا شوق من قرنه على المتن مرجـود
دقه بنجر يسمعه كل طـــــــــــــــراش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حسه الى حرك على الهون بـــه زود
وحطه بدلة مولع كنها الشـــــــــــاش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وابهارها ما الى حط معـــــــــــــــدود
وان فاح ريحة بنها وهيلها جــــــاش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ومن الزباد اقنه على شذرة العـــــود
كنه بعرض الصين ورسٍ الى نــــاش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أو زعفران كلما علّـــــــــــــــم أردود
صبه على الطيب وعدّه عن الــــلاش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اللاش لافاقد ولا هوب مفقــــــــــــود
والمرجله ماكل رجل لها حــــــــــاش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واللي يريد الطيب ماهوب مــــــردود
لما حلا وقت الضحى قول شوبــــاش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وقامت تنازا بالمناعير جلعــــــــــــود
وثار الكتام وصار للشلف هبــــــــاش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ والذود قفا بالمساويق عرجـــــــــــود
وأنا على مثل النداوي الى حــــــــاش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تنزع كما ينزع من الكف بـــــــــارود
ومن لايروي شذرة السيف لا عـــاش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عليه جيب مورد ال
أبو عدى- المساهمات : 90
تاريخ التسجيل : 23/08/2011
العمر : 34
مواضيع مماثلة
» قصة مشعان بن هذال
» الشيخ دخيل الله القاضي شيخ مشائخ مالك من جهينه
» الشيخ فرحان الايداء
» الشيخ والفارس خلف الاذان
» الشيخ سعد ابن غنيم شيخ الموسى من جهينه
» الشيخ دخيل الله القاضي شيخ مشائخ مالك من جهينه
» الشيخ فرحان الايداء
» الشيخ والفارس خلف الاذان
» الشيخ سعد ابن غنيم شيخ الموسى من جهينه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 25 يونيو 2012, 11:25 pm من طرف Admin
» العنا والعشق والقلب الجريح
الخميس 31 مايو 2012, 2:31 am من طرف Admin
» تحية طيبة عطرة زكية
الأربعاء 23 مايو 2012, 10:01 pm من طرف الدبــ سليمان ــيسي
» الشاعر مبارك بن مسند الدبيسي وقصيدة عسى عدوي
الثلاثاء 01 مايو 2012, 6:36 pm من طرف أبو عدى
» الا يالله غفرانكـ وبدل سيتي بحسنات
الأحد 29 أبريل 2012, 12:55 am من طرف Admin
» اكبر مصيبة ليا ربي بلاكـ @ بالمشاكل و احرمكـ طول الصبر
الأحد 29 أبريل 2012, 12:45 am من طرف Admin
» اليا رضينا الصعب يصبح سهالات@ واليا زعلنا السهل يصبح قضيه
الأحد 29 أبريل 2012, 12:37 am من طرف Admin
» نسيت أنساك لاتنسا وتنسا من نسا ينساكـ @@ وتنسا انسان نسيانه نسا ينساكـ يا ناسي
الأحد 29 أبريل 2012, 12:19 am من طرف Admin
» مسكنكـ بالجمرات حوض الشياطين @تاقف مكان ابليس والناس ترجمكـ
الأحد 29 أبريل 2012, 12:13 am من طرف Admin