منتديات خاصة بقصص وقصائد القبيلة
يامرحبا00 بالزاير 00 اللي لفانا
عد المطر و إعداد نبت الرياحين
انضم الينا00سجّل 00 بمنتدانا
المـوقع الـرسمي لفخذ الرحامين

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات خاصة بقصص وقصائد القبيلة
يامرحبا00 بالزاير 00 اللي لفانا
عد المطر و إعداد نبت الرياحين
انضم الينا00سجّل 00 بمنتدانا
المـوقع الـرسمي لفخذ الرحامين
منتديات خاصة بقصص وقصائد القبيلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

Like/Tweet/+1
سحابة الكلمات الدلالية

جهينه  قبيلة  

المواضيع الأخيرة
» اعلان افتتاح الموقع الرسمي الجديد على الرابط http://alrahmen.com/vb/index.php
جُهَيْنَةَ الْأَوَائِلَ الأَْوَاخِر فَضَائِلَ وَمَآثِر Emptyالإثنين 25 يونيو 2012, 11:25 pm من طرف Admin

» العنا والعشق والقلب الجريح
جُهَيْنَةَ الْأَوَائِلَ الأَْوَاخِر فَضَائِلَ وَمَآثِر Emptyالخميس 31 مايو 2012, 2:31 am من طرف Admin

» تحية طيبة عطرة زكية
جُهَيْنَةَ الْأَوَائِلَ الأَْوَاخِر فَضَائِلَ وَمَآثِر Emptyالأربعاء 23 مايو 2012, 10:01 pm من طرف الدبــ سليمان ــيسي

» الشاعر مبارك بن مسند الدبيسي وقصيدة عسى عدوي
جُهَيْنَةَ الْأَوَائِلَ الأَْوَاخِر فَضَائِلَ وَمَآثِر Emptyالثلاثاء 01 مايو 2012, 6:36 pm من طرف أبو عدى

» الا يالله غفرانكـ وبدل سيتي بحسنات
جُهَيْنَةَ الْأَوَائِلَ الأَْوَاخِر فَضَائِلَ وَمَآثِر Emptyالأحد 29 أبريل 2012, 12:55 am من طرف Admin

» اكبر مصيبة ليا ربي بلاكـ @ بالمشاكل و احرمكـ طول الصبر
جُهَيْنَةَ الْأَوَائِلَ الأَْوَاخِر فَضَائِلَ وَمَآثِر Emptyالأحد 29 أبريل 2012, 12:45 am من طرف Admin

» اليا رضينا الصعب يصبح سهالات@ واليا زعلنا السهل يصبح قضيه
جُهَيْنَةَ الْأَوَائِلَ الأَْوَاخِر فَضَائِلَ وَمَآثِر Emptyالأحد 29 أبريل 2012, 12:37 am من طرف Admin

» نسيت أنساك لاتنسا وتنسا من نسا ينساكـ @@ وتنسا انسان نسيانه نسا ينساكـ يا ناسي
جُهَيْنَةَ الْأَوَائِلَ الأَْوَاخِر فَضَائِلَ وَمَآثِر Emptyالأحد 29 أبريل 2012, 12:19 am من طرف Admin

» مسكنكـ بالجمرات حوض الشياطين @تاقف مكان ابليس والناس ترجمكـ
جُهَيْنَةَ الْأَوَائِلَ الأَْوَاخِر فَضَائِلَ وَمَآثِر Emptyالأحد 29 أبريل 2012, 12:13 am من طرف Admin

نوفمبر 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
252627282930 

اليومية اليومية


جُهَيْنَةَ الْأَوَائِلَ الأَْوَاخِر فَضَائِلَ وَمَآثِر

اذهب الى الأسفل

جُهَيْنَةَ الْأَوَائِلَ الأَْوَاخِر فَضَائِلَ وَمَآثِر Empty جُهَيْنَةَ الْأَوَائِلَ الأَْوَاخِر فَضَائِلَ وَمَآثِر

مُساهمة  أبو عدى الخميس 26 أبريل 2012, 6:43 am


جُهَيْنَةَ الْأَوَائِلَ الأَْوَاخِر فَضَائِلَ وَمَآثِر
1- أَوّلَ مَنْ نَزَلَ الْحِجَازِ مِنْ الْعَرَبِ الْعَارِبَةِ وَأَصحرَ بِأَرْضهَا جُهَيْنَةُ وَبَلِيّ؛ وَكَانَا قَدْ نَزَلَا عَلَى بَقَايَا مِنْ جُرْهُمٍ وَالْعَمَالِيقُ .

2- أَوّلُ قَبِيلَةٌ مِنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ أَسْلَمَتْ وَوَفَدْت عَلَى النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِالْمَدِينَةِ وَبَايَعَتْهُ عَلَى الْإِسْلَامِ وَالنّصْرَةِ لَهُ وَلِمَنْ اتّبَعَهُ وَأَوَى إلَيْهِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ هِيَّ جُهَيْنَةَ؛ فَعَنْ الشَّعْبي قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَلَّفَ بَيْنَ الْقَبَائِلِ مَعَ النَّبِي جُهَيْنَةُ .

3- أَوّلُ مَنْ حَمَى مِنْ الْعَرَبِ أَصْحَابِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ كُفّارِ قُرَيْش؛ وَذَلِكَ فِي خَبَرِ سَرِيّةِ السّنّةُ الثّانِيَةِ مِنْ الْهِجْرَةِ الّتِي أُلْجِئَتْ لِجُهَيْنَةَ فِي الشّهْرِ الْحَرَامِ .

4- أَوّلُ مَسْجِدًا خَطِّهُ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ مَسْجِدِهِ وَصَلّى فِيهِ مَسْجِدُ جُهَيْنَةَ .

5- أَوّلُ قَبِيلَةٌ خَرَجْت مَعَ الرّسُولِ يَوْمَ فَتْحِ مَكّةَ فِي أَلْفِ فَارِسٌ مِنْهُمْ؛ وَعَقَدَ لَهُمْ أَرْبَعَةَ أَلْوِيَةٍ؛ وَأَنْشَدَ بِشْرُ بْن عرفَطَةَ الْجُهَنِيُّ:
وَنَحْنُ غَدَاةَ الْفَتْحِ عِنْدَ مُحَمَّدٍ ..... طَلَعْنَا أَمَامَ النَّاسِ أَلْفَاً مُقَدَّمَا

6- أَوّلُ قَبِيلَةٌ كَانَتْ رَأْس حَرْبَةٍ بِطَلِيعَةِ جَيْشَ الصّدّيقَ لِمُحَارَبَةِ الْمُرْتَدِّينَ بَعْد وَفَاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وَلَمْ يَرْتَدّ مِنْهُمْ رَجُلًا وَاحِدًا عَنْ الْإِسْلَامِ .

7- أَوّلُ مَنْ صَلّى الضُّحَى ذُو الزَّوَائِدَ الْجُهَنِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .

8- أَطْوَلُ مَنْ رَمَى سَهْمًا بِالْمُنَاضَلَة فِي الْإِسْلَام عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ؛ قِيلَ: إِنَّهُ مَا رَمَى إِلَى أَرْبَعِمِائَةِ ذِرَاعٍ إِلاَّ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ الْجُهَنِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .

9- آخِرَ مَنْ يُحْشَر عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ عِنْد قِيَام السَّاعَة رَجُلَانِ بِالْمَدِينَةِ أَحَدُهُمَا جُهَنِيٌّ مِنْ جُهَيْنَةَ .

10- آخِرَ مَنْ يَدْخُلَ الْجَنّةَ رَجُلًا مِنْ جُهَيْنَةَ كَمَا فِي حَدِيثَ اِبْن عُمَر الْمَرْفُوعَ فَيَقُول أَهْل الْجَنَّة: وَعِنْدَ جُهَيْنَةَ الْخَبَر الْيَقِين .

11- رَوَى أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنهِ؛ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى؛ وَابْنُ زَبَالَةَ فِي أَخْبَار الْمَدِينَة وَغَيْرُهُمْ؛ عَنْ نُفَيْع بْنِ إبْرَاهِيمَ قَالَ: نَزَلَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِذِي الْمَرْوَةِ؛ فَاجْتَمَعَتْ إلَيْهِ جُهَيْنَةَ مِنْ السّهْلِ وَالْجَبَل؛ فَشَكَوْا إِلَيْهِ نُزُولَ اَلنَّاسِ بِهِمْ؛ وَقَهْرَ النَّاس لَهُمْ عِنْدَ الْمِيَاه؛ فَدَعَا أَقْوَامًا فَأَقْطَعَهُمْ وَأَشْهَدَ وَقَال: ( بِأَنِّي قَدْ أَقْطَعتُهُم؛ وَأَمَرْتُ أَنْ لَا يُضَامُوا؛ وَدَعَوْتُ لَكُمْ؛ وَأَمَرَنِي حَبِيبِي جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السّلَامُ - أَنْ أَعُدَّكُمْ حُلَفَاءِ ) .

فَرَضِيَ اللَّهُ وَمَلَائِكَتهُ وَرَسُولَهُ عَنْ قَبِيلَة جُهَيْنَةَ وَرَضُوا عَنْهُ .


[center]فَضَائِلَ جُهَيْنَةَ الأَخْبَارِ مِنْ كَلَامِ النَّبِيِّ المُخْتَارِ
رَوَى أَبُو عُمَرَ فِي « الاِسْتِيعَابِ فِي مَعْرِفَةِ الْأَصْحَابِ » وَابْنُ الأَْثِيرِ فِي « أُسَدِ الْغَابَةِ بِمَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ » وَكَذَلِكَ « أَخْرَجَهُ الثّلَاثَةِ »
عَنْ يَرْبُوعِ الْجُهَنِيَّ قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي نَفَرٍ مِنْ جُهَيْنَةَ فَنَزَلْنَا مَسْجِده؛ فَدَخَلْنَا إلَيْهِ وَهُوَ قَاعِدٌ وَالنَّاسُ حَوْلَهُ فَقَالَ: ( مَرْحَباً؛ مَرْحَبًا بِجُهَيْنَةَ؛ جُهَيْنَةُ شُوسٌ فِي اللّقَاءِ؛ مَقَاديمٌ فِي الْوَغَاء ) .

وَأَخْرَجَ أَحْمَد؛ وَالْبَزَّار؛ بِإِسْنَادٍ حَسَن عَنْ اِبْنِ مَسْعُود رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ قَالَ: ( شَهِدْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو لِهَذَا الْحَيّ .. وْيُثْنِي عَلَيْهِمْ؛ حَتَّى تَمَنَّيْت أَنِّي رَجُل مِنْهُمْ ) .

وَفِي الصّحِيحِ مِنْ رِوَايَةِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ التّمِيمِيّ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّمَا بَايَعَكَ سُرَّاقُ الْحَجِيجِ مِنْ : أَسْلَمَ؛ وَغِفَارَ؛ وَمُزَيْنَةَ؛ وَجُهَيْنَةَ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ : أَسْلَمُ؛ وَغِفَارُ؛ وَمُزَيْنَةُ؛ وَجُهَيْنَةَ؛ خَيْراً مِنْ : بَنِي تَمِيمٍ؛ وَبَنِي عَامِرٍ؛ وَأَسَدٍ؛ وَغَطَفَانَ؛ أَخَابُوا وَخَسِرُوا ؟؛ فَقَالَ؛ نَعَمْ؛ فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُمْ لَخَيْرٌ مِنْهُمْ؛ إِنَّهُمْ لَأَخْيَرٌ مِنْهُمْ ) .

وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَسْلَمُ؛ وَغِفَارٌ؛ وَجُهَيْنَةَ؛ وَمُزَيْنَةَ؛ خَيْرٌ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ: تَمِيمٍ؛ وطَيِّئٍ؛ وَأَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ؛ وَهَوَازِنَ؛ وَغَطَفَانَ ) .

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ Sad قُرَيْشٌ؛ وَالْأَنْصَارُ؛ وَجُهَيْنَةُ؛ وَمُزَيْنَةُ؛ وَأَسْلَمُ؛ وَغِفَارٌ؛ وَأَشْجَعُ؛ مَوَالِيَّ لَيْسَ لَهُمْ مَوْلًى دُونَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ).

وَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ؛ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِنَّ أَسْلَمَ؛ وَغِفَارَ؛ وَمُزَيْنَةَ؛ وَأَشْجَعَ؛ وَجُهَيْنَةَ؛ وَبَنِي كَعْبٍ؛ مَوَالِيَّ دُونَ النَّاسِ؛ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ مَوْلَاهُمْ ) .

وَالْأَحَادِيثُ الْوَارِدَةُ فِي فَضْلِ قَبِيلَةِ جُهَيْنَةَ كَثِيرَةٍ وَبِأَلْفَاظ مُخْتَلِفَةٍ .


الرَسَائِل وَالمُكَاتَبَات النَّبَوِيَّة إِلَى قَبِيلَة جُهَيْنَةَ الْقُضَاعِيّة
كِتَابَهُ لِجُهَيْنَةَ بْنُ زَيْدٍ؛ وَهُوَ أَوّلُ كِتَابٌ يَبْعَثْهُ لِلْقَبَائِل وَالْمُلُوكِ بَعْدَ الْهِجْرَةِ :
بِسْمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ؛ هَذَا كِتَابُ أَمَانٍ مِنَ اللّهِ الْعَزِيزِ؛ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ بِحَقٍّ صَادِق وَكِتَابٌ نَاطِق مَعَ عَمْرُو بْنُ مُرّةَ لِجُهَيْنَةُ بْنُ زَيْد : أَنَّ لَكُمْ بُطُونِ الْأَرْضِ وَسُهُولِهَا؛ وَتِلَاعِ الْأَوْدِيَةِ وَظُهُورِهَا؛ عَلَى أَنّ تَرعَوْا نَبَاتهَا وَتَشْرَبُوا مَاءَهَا؛ وَعَلَى أَنّ تُؤَدُّوا الْخَمْسَ؛ وَفِي التَّيْعَةِ وَالصُّرَيْمَةُ شَاتَانِ إِذَا اجْتَمَعَتَا؛ فَإِنْ فُرِقَتَا فَشَاةٍ شَاةٍ؛ لَيْسَ عَلَى أَهْلِ المُثِيرُ صَدَقَةً؛ وَلَا عَلَى الْوَارِدَةِ لَبِقَةً؛ وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا بَيْنَنَا ومَنْ حَضَرَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ .

التَّخْرِيجِ /
ذَكَرَهُ ابْنِ عَسَاكِرَ فِي تَارِيخِ دِمَشْق؛ وَقَيْسُ بْن شَمّاسٍ الرُّويَانِيُّ فِي السّيرَةِ؛ وَالْأَصْبَهَانِيُّ بِدَلاَئِل النُّبُوَّةِ؛ وَابْنُ كَثِيرٍ فِي تَارِيخِهِ؛ وَابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي الْوَفَاء؛ وَالسُّيُوطِيُّ بِجَمْعِ الْجَوَامِعِ .

كِتَابَهُ لِعَوْسَجَةَ بِن حَرْمَلَةَ الْجُهَنِيّ :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ؛ هَذَا مَا أَعْطَى الرّسُول عَوْسَجَةَ بِن حَرْمَلَةَ الْجُهَنِيّ مِنْ ذِي الْمَرْوَةِ أَعْطَاهُ مَا بَيْنَ بَلْكَثَةُ إلَى الْمَصْنَعَة إلَى الْجَعَلاتِ إلَى الجَدّ جََبَلِ الْقَبَلِيَّةِ لاَ يُحَاقّهُ فِيهَا أَحَدٌ؛ وَمَنْ حَاقَّهُ فَلاَ حَقَّ لَهُ؛ وَحَقَّهُ حَقّ؛ وَكَتَبَ عُقْبَةَ وَشَهِدَ .

التَّخْرِيجِ وَالتَّعْلِيق /
ذَكَرَهُ ابِِنُِ سَعْدٍ فِي الطّبَقَاتِ؛ وَابْنُ الْكَلْبِيّ بِجَمْهَرَة نَسَبِ الْيَمَنِ الْكَبِيرِ؛ وَالْحَازِمِيُّ فِي الْأَمَاكِنِ؛ وَابْنِ كَثِيرٍ بِالْبِدَايَةِ وَالنِّهَايَةِ؛ وَيَاقُوت الرُّومِي فِي مُعْجَم البُلْدَانِ؛ وَالسَّمْهُودِيُّ بِأَخْبَارِ دَارِ الْمُصْطَفَى؛ وَالدَّيْبُلِيُّ فِي الرَّسَائِل النّبَوِيّةِ؛ وَالْفَيْرُوزَآبَادِي فِي مَعَالِمِ طَابَة.

التَّعْلِيق /
قَالَ الْجُهَنِيُّ: وَلاَ تَزَال هَذِهِ الْمَوَاضِع مَعْرُوفَةً بِأَسْمَائِهَا الْقَدِيمَةِ الْمَذْكُورَةُ فِي الْحَدِيثِ حَتَّى يَوْمِنَا هَذَا؛ وَإِلَى الآْنَ وَسُكَّانُ تِلْكَ الدِّيَارِ قَبَائِلِ جُهَيْنَة؛ فَذِي الْمَرْوَةِ تُسَمّى الْيَوْمَ الْمَارْامِيَّة؛ وَهِيَ بُلَيْدَةٌ لِجُهَيْنَةَ مِنْ أَعْرَاضِ الْمَدِينَةِ؛ وُلِدَ فِيهَا إِمَامُ دَارِ الْهِجْرَةِ مَالِكُ بِن أَنَسٍ الْأَصْبَحِيِّ؛ وَتَلْقَى الْعِلْمَ فِي مَجَالِسهَا الْعَامِرَة عَنْ مَشْيَخَةٌ لِجُهَيْنَةَ؛ كَأَبِي الْمُثَنَّى الْجُهَنِيّ؛ وَحَرْمَلَةُ بِن عَبْدُ الْعَزِيزِ الْجُهَنِيّ؛ وَخُبَيْبُ بِن عَبْدِ الرّحْمَنِ الْأَنْصَارِيّ الْجُهَنِيُّ؛ وَعِنْدَمَا بَلَغَ مَالِكٍ الْعَاشِرَة مِنَ الْعُمْرِ انْتَقَلَ مَعَ وَالِدَتهُ إلَى الْمَدِينَةِ؛ وَأَمّا بَلْكَثَةُ فَتُسَمَّى الْآنَ فِي بَادِيَةِ جُهَيْنَةَ أَبا الْكِثَة؛ وَهِيَ عِبَارَةٌ عَنْ مَجْمُوعَةٍ مِنْ الأَجْبُلِ فِي بَرَاحٍ مِنْ الأَْرْضِ .

كِتَابَهُ لِبَنِي زُرْعَة وَبَنِي الرَّبْعَة مِنْ جُهَيْنَةَ :
إِنّهُمْ آمِنُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ؛ وَأَنّ لَهُمْ النّصْرَ عَلَى مَنْ ظَلْمَهُمْ أَو حَارَبَهُمُ إِلَّا فِي الدّين وَالأَْهْل؛ وَلِأَهْلِ بَادِيَتِهِمْ مَنْ بَرَّ مِنْهُمْ وَاتّقَى مَا لِحَاضِرَتِهِمْ؛ وَاَللّهُ الْمُسْتَعَانُ .

التَّخْرِيجِ /
ذَكَرَهُ ابْنِ سَعْدٍ فِي الطّبَقَاتِ .

كِتَابَهُ لِبَنِي الْجُرْمُز مِنْ جُهَيْنَةَ :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمّدٍ النّبِيّ رَسُول اللَّهِ لِبَنِي الْجُرْمُز بْنِ رَبِيعَةَ مِنْ جُهَيْنَةَ : أَنّهُمْ آمِنُونَ بِبِلَادِهِمْ؛ وَأَنّ لَهُمْ مَا أَسْلَمُوا عَلَيْهِ؛ وَكَتَبَ الْمُغِيرَة .

التَّخْرِيجِ /
ذَكَرَهُ ابِِنُِ سَعْدٍ فِي الطّبَقَاتِ؛ وَأَبُو جَعْفَرٍ الدَّيْبُلِيّ فِي الرَّسَائِل النّبَوِيّةِ .

كِتَابَهُ لِعَمْرِو بِن مَعْبَدٍ؛ وَبَنِي الْحُرْقَةُ؛ وَبَنِي الْجُرْمُز مِنْ جُهَيْنَةَ :
لِعَمْرِو بِن مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ؛ وَبَنِي الْحُرْقَةِ مِنْ جُهَيْنَةَ؛ وَبَنِي الْجُرْمُز : مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ وَأَقَامَ الصّلَاةَ؛ وَآتَى الزّكَاةَ؛ وَأَطَاعَ اللَّهَ وَرَسُوله؛ وَأَعْطَى مِنْ الْغَنَائِمِ الْخُمُسَ؛ وَسَهْمَ النّبِيّ الصّفِيّ؛ وَمَنْ شُهِدَ عَلَى إسْلَامِهِ وَفَارَقَ الْمُشْرِكِينَ؛ فَإِنّهُ آمَنٌ بِأَمَانِ اللّهِ؛ وَأَمَانِ مُحَمّدٍ؛ وَمَا كَانَ مِنْ الدّيْنِ مَدُونَةٍ لِأَحَدٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ قُضِيَ عَلَيْهِ بِرَأْسِ الْمَال؛ وَبَطَل الرِّبَا فِي الرَّهْنِ؛ وَأَنّ الصّدَقَةَ فِي الثِّمَارِ العُشرُ؛ وَمَنْ لَحِقَ بِهِمْ فَإِِنَّ لَهُ مِثْلَ مَا لَهُمْ .

التَّخْرِيجِ /
ذَكَرَهُ ابِِنُِ سَعْدٍ فِي الطّبَقَاتِ .

كِتَابَهُ وَإِقْطَاعَهُ لِبَنِي رِفَاعَةَ مِنْ جُهَيْنَةَ :
لَمْ يُرْوَ نَصٍ لِلْكِتَاب؛ وَإِنَّمَا رُوِيَ عَنْ سَبْرَةُ بِن عبد الْعَزِيزِ بِن الرَّبِيعِ الْجُهَنِيُّ؛ عَنْ أَبِيهِ؛ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ نَزَلَ بِذِي الْمَرْوَةِ فِي مَوْضِعِ الْمَسْجِدِ تَحْتَ دَوْمَةٍ؛ فَأَقَامَ ثَلَاثاً ثُمَّ خَرَجَ إلَى تَبُوكَ وَإِنَّ جُهَيْنَةَ لَحِقُوهُ بِالرَّحْبَةِ؛ فَقَالَ لَهُمْ: مَنْ أَهْلُ ذِي الْمَرْوَةِ ؟؛ فَقَالُوا بَنُو رِفَاعَةَ مِنْ جُهَيْنَةَ؛ فَقَال: قَدْ أَقْطَعْتُهَا لِبَنِي رِفَاعَةَ؛ فَاقْتَسَمُوهَا فَمِنْهُمْ مَنْ بَاعَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَمْسَكَ فَعَمِلَ؛ وَأَتَى عَوْسَجَةَ النّبِيّ وَكَانَ يَنْزِلُ بِالمَرْوَةِ؛ وَكَانَ يَقْعُد فِي أَصْلِ المَرْوَةِ الشَّرْقِيّ وَيَرْجِع نِصْفِ النَّهَارِ إلَى الدّوْمَةِ الّتِي بُنِيَّ عَلَيْهَا الْمَسْجِد؛ وَكَانَ يَدُورُ بَيْنَ هَذَيْنِ الْمَوْضِعَيْنِ فَقَال لَهُ النَّبِيُّ حِينَ رَآهُ وَأُعْجِبَ بِهِ وَرَأَى مِنْ قِيَامِهِ مَا لَمْ يَرَهُ مِنْ أَحَدٍ مِنْ بُطُونِ الْعَرَب: يَا عَوْسَجَةُ سَلْنِي أُعْطِكَ؛ وَكَانَ النّبِيّ قَدْ عَقَدَ لِعَوْسَجَة بِن حَرْمَلَةَ عَلَى أَلْفٍ مِنْ جُهَيْنَةَ يَوْمَ فَتْحِ مَكّةَ وَأَقْطَعَهُ ذَا مُرٍّ .

التَّخْرِيجِ /
الْحَسَن بِن زَبَالَة بِأَخْبَار الْمَدِينَةِ؛ وَأَبِي دَاوُدَ فِي السّنَنِ؛ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى؛ وَابْنُ حَجَرٍ فِي الْإِصَابَةِ فِي تَمْيِيزِ الصّحَابَةِ؛ وَابْنُ الْأَثِيرِ فِي الصّحَابَةِ؛ أَبُو نُعَيْمٍ فِي مُعْجَمِ الصّحَابَةِ؛ وَابْنُ مَنْدَهْ فِي الصّحَابَةِ .

كِتَابَهُ لِبَنِي شنْخٍ مِنْ جُهَيْنَةَ :
هَذَا مَا أَعْطَى مُحَمّدٌ النّبِيّ بني شَمْخٍ مِنْ جُهَيْنَةَ؛ أَعْطَاهُمْ مَا خَطُّوا مِنْ صُفَينَةَ وَمَا حَرثُوا؛ وَمَنْ حَاقَهُمْ فَلاَ حَقَّ لَهُ؛ وَحَقَّهُمْ حَقّ؛ وَكَتَبَ الْعَلَاءَ بِن عُقْبَةَ وَشَهِدَ .

التَّخْرِيجِ /
ذَكَرَهُ ابِِنُِ سَعْدٍ فِي الطّبَقَاتِ؛ وَابْنِ كَثِيرٍ فِي الْبِدَايَةِ وَالنِّهَايَةِ؛ وَالدَّيْبُلِيُّ فِي الرَّسَائِل النّبَوِيّةِ .

كِتَابَهُ إِلَى بَنِي جُهَيْنَةَ أَيْضاً :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: أَتَانَا كِتَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ بِأَرْضِ جُهَيْنَةَ وَأَنَا غُلَامٌ شَابٌّ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِشَهْرٍ أَوْ شَهْرَيْنِ: أَنْ لَا تَنْتَفِعُوا مِنْ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلَا عَصَبٍ .

التَّخْرِيجِ /
رَوَاهُ أَحْمَد؛ وَابْنُ حِبَّانَ؛ وَالتّرْمِذِيّ؛ وَالنَّسَائِيُّ؛ وَالطَّيَالِسِيُّ؛ وَعَبْد الرَّزَّاق فِي الْمُصَنّفِ؛ وَأَبُو دَاوُدَ؛ وَالْبَيْهَقِيُّ؛ وَابْنُ مَاجَهْ؛ وَابْنُ شَيْبَةَ؛ وَغَيْرِهِمْ .

كِتَابَهُ لِجُحْدَم بِن فُضَالَةَ الْجُهَنِيّ :
لَمْ يُرْوَ نَصٍ لِلْكِتَاب؛ وَإِنَّمَا ذَكَرُوا أَنَّ جُحْدَمٍ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَحَ عَلَى رَأْسَهُ وَقَالَ: بَارَكَ اللَّهُ فِي جُحْدم .

التَّخْرِيجِ /
ذَكَرَهُ أَبُو نُعَيْم فِي الصَّحَابَة؛ وَابْنُ مَنْدَهْ ؛ وَابْنُ الْأَثِيرِ؛ وَالْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ فِي الْمُؤْتَلِفِ .

كِتَابَهُ لِرِعْيَةُ الحُمَيّسيُّ الْجُهَنِيّ :
لَمْ يُرْوَ نَصٌّ لِلْكِتَاب؛ وَإِنَّمَا ذَكَرُوا أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَتَبَ إليهِ كِتَابًا فِي أَدِيمٍ أَحْمَرَ فَرَقَّعَ بِهِ دَلْوَهُ؛ فَقَالَتْ لَهُ ابْنَتَهُ: عَمِدْتَ إلَى كِتَابِ سَيّدَ الْعَرَبِ فَرَقعتَ بِهِ دَلْوَكَ؛ فَهَرْبَ؛ فَأُخْبِرَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَعَثَ إلَيْهِ سَرِيَّةً فَلَمْ يَدَعُوا لَهُ سَارِحَةً وَلا بَارِحَةً وَلا أَهْلاً وَلا مَالاً إِلا أَخَذُوهُ؛ فَأَفْلَتَ عُرْيَاناً عَلى فَرَسٍ فَأَتَى ابْنَتَهُ وَهِي مُتَزَوِّجَةٌ في بني هِلالٍ؛ وَكَان مَجْلِسُ الْقَوْمِ بِفِنَاءِ بَابِهَا فَدَخَلَ مِنْ وَرَاءِ الْبُيُوتِ عَلَيْهَا فَقَالَتْ: مَالَكَ ؟؛ قَالَ: كُلُّ شَرٍّ قَدْ نَزَلَ بِأَبِيكِ؛ مَا تُرِكَ لَهُ سَارِحَةٌ وَلا بَارِحَةٌ وَلا أَهْلٌ وَلا مَالٌ إِلا أُخِذَ؛ قَالَتْ: قَدْ دُعِيَتِ إلَى الإِسْلامِ وَكَانَتْ قَدْ أَسْلَمَتْ؛ قاَلتْ: فَطَرَحْتُ عَلَيْهِ ثَوْباً فَخَرَجَ فَقَالَ: أَيْنَ بَعْلُكِ ؟؛ قَالَتْ فِي الرَّحْلِ فَأَتَاهُ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ إذَا غُطِّيَ بِهِ رَأْسَهُ انْكَشَفَتِ إسْتُهُ؛ وَإِنْ غُطِّيَ إسْتُهُ انْكَشَفَ رَأْسُهُ؛ فَقاَل: مَا الّذِي أَرَى بِكَ ؟؛ قَالَ: كُلُّ الشَّرِّ قَدْ نَزَلَ بِي؛ فَأَعَادَ الْكَلامَ عَلَيْه بِمِثْلِ مَا قَال لابْنَتِهِ؛ قَالَ: وَأَنَا أُرِيدُ مُحَمَّدًا قَبْلَ أنْ يُقسِّمَ مَالِي؛ قَالَ: خُذْ رَاحِلَتِي؛ قَال: لا حَاجَةَ لِي بِهَا وَلَكِنْ أَعْطِنِي الْقَعُودِ؛ قَالَ: فَأَخَذَهَا وَمَضَى إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ مَعَ صَلاةِ الصُّبْحِ وَهُوَ يُصَلِّي؛ فَلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ قَال: ابْسُطْ يَدَيْكَ أُبَايِعُكَ؛ فَبَسَطَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَدَهُ فَلَمّا أَرَادَ أنْ يَضْرِبَ عَلَيْهَا قَبَضَهَا رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَعَلَ ذَلِكَ مِرَارًا؛ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فَقَال: مَنْ أَنْتَ ؟؛ قاَلَ: رِعْيَةُ الْجُهَنِيًّ؛ فَأَخَذَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَضُدِهِ فَرَفَعَهُ مِنَ الأَرْضِ ثُمَّ قَال: هَذَا رِعْيَةُ الحُمَيّسيُّ كَتَبْتُ إلَيْهِ كِتَابًا فَرَقَعَ بِهِ دَلْوَهُ؛ وَقَالَ: رَعْيَةُ مَالِي وَوَلَدِي يَا رَسُول اللَّهِ ؟؛ قَال: أَمَّا مَالُكُ فَهَيْهَاتَ قَدْ قُسِّمَ؛ وَأَمَّا وُلْدُكَ وَأَهْلُكَ فَمَنْ أَصَبْتَ مِنْهُمْ؛ قَالَ: فَمَضَى ثُمَّ عَادَ وَإِذَا ابْنُهُ قَدْ عَرَفَ؛ فَرَجَعَ إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: هَذَا ابْنِي؛ فَقَال رَسُول اللَّه: يا بِلالُ اخْرُجْ مَعْهُ فَإِنْ زَعَمَ أَنَّهُ ابْنُهُ فَادْفَعْهُ إلَيْهِ؛ فَخَرَجَ مَعْهُ فَقَالَ: هَذَا ابْنِي فَدَفَعَهُ إِليه وَأَقْبَلَ إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: ذَكَرَ أَنَّهُ ابْنُهُ؛ وَمَا رَأَيْتُ وَاحِدًا مِنْهُمُ اسْتَعْبَرَ إِلَى صَاحِبِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ: ذَاكَ جَفَاءُ الأَعْرَابِ !.

التَّخْرِيجِ /
ذَكَرَهُ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ فِي الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ؛ وَأَبِي عُمَرَ فِي الِاسْتِيعَابِ؛ وَابْنُ حَجَرٍ فِي الْإِصَابَةِ؛ وَابْنُ الْأَثِيرِ فِي كِتَاب الصّحَابَةِ .

كِتَابَهُ لِأَبِي بَصِيرٍ وَهُوَ بِالْعِيصِ فِي بِلَادِ جُهَيْنَةَ :
لَمْ يُرْوَ لَنَا نَصُّ الْكِتَابِ؛ وَإِنَّمَا ذَكَرُوا أَنَّهُ لَمَّا رَدَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَصِيرٍ وَأَرْسَلَهُ مَعَ قُرَيْش؛ انْطَلَقَ حَتّى إذَا كَانَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ قَتَلَ أَحَدَهُمَا ثُمّ خَرَجَ حَتّى نَزَلَ الْعِيصَ؛ مِنْ نَاحِيَةِ ذِي الْمَرْوَةِ؛ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ بِطَرِيقِ قُرَيْشٍ الّتِي كَانُوا يَأْخُذُونَ عَلَيْهَا إلَى الشّامِ؛ فََبَلَغَ الْمُسْلِمِينَ الّذِينَ كَانُوا احْتَبَسُوا بِمَكّةَ قَوْلُ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لِأَبِي بَصِيرٍ: وَيْلُ أُمّهِ مَحَشّ حَرْبٍ لَوْ كَانَ مَعَهُ رِجَال؛ فَخَرَجُوا إلَى أَبِي بَصِيرٍ بِالْعِيصِ فَاجْتَمَعَ إلَيْهِ مِنْهُمْ قَرِيبٌ مِنْ سَبْعِينَ رَجُلاً؛ وَكَانُوا قَدْ ضَيّقُوا عَلَى قُرَيْشٍ؛ لَا يَظْفَرُونَ بِأَحَدِ مِنْهُمْ إلّا قَتَلُوهُ وَلَا تَمُرّ بِهِمْ عِيرٌ إلّا اقْتَطَعُوهَا؛ حَتّى كَتَبَتْ قُرَيْشٌ إلَى رَسُولِ اللّهِ تَسْأَلُهُ بِأَرْحَامِهَا إلّا آوَاهُمْ فَلَا حَاجَةَ لَنَا بِهِمْ؛ فَكَتَبَ رَسُولُ اللّهِ إلَى أَبِي بَصِيرٍ يَأْمُرُهُ بِالْمَجِيءِ إلَى الْمَدِينَةِ؛ فَقَرَأَ الْكِتَاب وَهُوَ عَلَى فِرَاشِ مَوْتِهِ فَتُوُفّيَ بِالْعِيصِ؛ وَرَجَعَ سَائِرُ أَصْحَابِهِ إلَى الْمَدِينَةِ .

التَّخْرِيجِ /
رَوَاهُ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيّ؛ وَنَسَبِ قُرَيْشٍ لِلزّبَيْرِيّ؛ وَالْمَقْرِيزِيُّ فِي إِمْتَاعِ الْأَسْمَاع؛ وَابْنِ حَجَرٍ فِي الْفَتْح .

وَفْدُ جُهَيْنَةَ أَوّلُ وَفْدٍ فِي الْإِسْلَامِ :
قَالَ هِشَامِ بْنِ مُحَمّدِ بْنِ السّائِبِ الْكَلْبِيّ؛ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الْمَدَنِيّ قَالَ: لَمّا قَدِمَ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَفَدَ إلَيْهِ عَبْدِ الْعُزّى بِن بَدْر بِن زَيْدِ بِن مُعَاوِيَةَ الْجُهَنِيّ مِنْ بَنِي الْرّبَعَة بِن رَشْدَان بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ؛ وَمَعَهُ أَخُوهُ لأُِمِّهِ أَبُو رَوْعَة : وَهُوَ وَابْنِ عَمٍّ لَهُ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ: لِعَبْدِ الْعُزّى: أَنْت عَبْدُ اللّهِ؛ وَلِأَبِي رَوْعَة أَنْتَ رُعْتَ الْعَدُوّ إنْ شَاءَ اللّهُ؛ وَقََالَ : مِمّنْ أَنْتُمْ ؟؛ فَقَالُوا: نَحْنُ بَنُو غَيَّانَ؛ فَقَالَ : أَنْتُمْ بَنُو رَشْدان؛ فَغَلَبَ عَلَيْهِمْ؛ وَكَانَ وَادِيهِمْ يُسَمّى غَوَى؛ فَسَمَّاهُ رُشْداً؛ قَالَ: فَتِلْكَ الْبَلْدَةِ إلَى الْيَوْمِ تُدْعَى بِرَشَادْ؛ وَيُدْعَى الرّجُل رَشْدَان؛ وَقَال لِجَبَلَي جُهَيْنَةَ: الأشْعَر وَالأجْرَد هُمَا مِنْ جِبَالِ الْجَنَّةِ؛ لاَ تَطَؤهُمَا فِتْنَةٌ؛ وَخَطّ لَهُمْ مَسْجِدَهُمْ؛ وَهُوَ أَوَّل مَسْجِدٍ خُطّ بِالْمَدِينَةِ .

التَّخْرِيجِ /
ذَكَرَهُ الْحَافِظُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي الْأَنْسَاب؛ وابْنُ الْكَلْبِيَّ فِي كِتَابِ الأَْلْقَابِ؛ وَنَسَبُ مَعَدّ وَالْيَمَن الْكَبِير؛ وَأَبُو عَلِيّ الهَجَرِيّ في التَّعْلِيقَاتِ وَالنَّوَادِرِ؛ وَابْنِ سَعْدٍ فِي الطّبَقَاتِ؛ وَأَبُو عُبَيْدٍ الْبَكْرِيّ بِمُعْجَمِ مَا اسْتَعْجَمَ؛ وَالْهَمْدَانِيُّ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ؛ وَالسَّمَهُودِيُّ فِي كِتَاب الْمَدِينَةِ .

كِتَابَهُ وَإِقْطَاعه وَدُعَائه لِجُهَيْنَةَ وَهُوَ فِي طَرِيقِهِ لِغَزْوَةِ تَبُوكَ :
رَوَى الزُّبَيْرُ بِن بَكَّارٍ؛ عَنْ خَارِجَةُ بْن مُصْعَب؛ عَنْ ابْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: نَزَل النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذِي الْمَرْوَةِ وَنَحْنُ مَعَهُ؛ فَاجْتَمَعَتْ إلَيْهِ جُهَيْنَةُ مِنْ السَّهْلِ وَالجَبَلِ؛ فَشَكَوْا إلَيْهِ نُزُولَ النَّاس بِهِمْ؛ وَقَهْرِ النَّاسِ لَهُمْ عِنْدَ الْمِيَاهِ، فَدَعَا أَقْوَامًا فَأَقطَعَهُمْ؛ وَأَشْهَدَ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَقَالَ : بِأَنِّي قَدْ أَقطَعتُهُمْ؛ وَأَمَرْتُ أَنْ لاَ يُضَامُوا؛ وَدَعَوْتُ لَكُمْ؛ وَأَمَرَنِي حَبِيبِي جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ أَعُدَّكُمْ حُلَفَاءِ. وَلمَّا صَلَّى الْفَجْرَ أَسْنَدَ مُلْصقَاً ظَهْرَهُ عَلَى شَجَرَةِ دَوْمَةٍ؛ وَمَكَثَ لاَ يُكلِّمنَا حَتّى تَعالَى النَّهَار وَذَرَّ قَرْنُ الشمسِ شَرْقًا؛ ثُمَّ كَلّمْنَا وَتنفَّسَ صُعُداً؛ فَقُلْنَا: يَا رَسُول اللَّهِ أَخْبِرْنَا ؟؛ قَالَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ: نَزَلَ عَلَيَّ { لِإِيلَافِ قُرَيْش } ثُمَّ قَامَ يَدْعُوَ وَيَقُول فِي آخِرِ دُعَائِهِ : اللّهُمَّ بَارِك فِيهَا مِنْ بِلَاد؛ وَاصْرِف عَنْهُمْ الْوَبَاء؛ وَأَطْعِمْهُمْ مِنْ الْجَنَى؛ اللّهُمَّ اِسقِهِمْ الْغَيْثَ؛ اللّهُمَّ سَلِّمهم مِنْ الْحَاجّ؛ وَسَلِمْ الْحَاجَّ مِنْهُمْ .

التَّخْرِيجِ /
ابْنُ سَعْدٍ فِي الطّبَقَاتِ؛ وَبَعْضَهُ عِنْدَ الْوَاقِدِيّ فِي الْمَغَازِي؛ وَابْنِ السّائِبِ الْكَلْبِيّ فِي الْجَمْهَرَةِ؛ وَابِنِ زَبَالَة فِي أَخْبَار الْمَدِينَةِ؛ وَابْنُ مَنْدَهْ فِي الصّحَابَةِ؛ وَالسَّمَهُودِيُّ فِي وَفَا الْوَفَاءِ بِأَخْبَارِ دَارِ الْمُصْطَفَى؛ وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي مُعْجَمِ الصّحَابَةِ؛ وَالْفَيْرُوزَآبَادِي فِي مَعَالِمِ طَابَة .



قَالَ الرَّافِضِيّ الْخَبِيث جَعْفَرِ مُرْتَضَى الْعَامِلِيّ فِي كِتَابِهِ « الصّحِيح مِنْ سِيرَةُ النَّبِيِّ الْأَعْظَمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فِي الرَّدّ عَلَى الْمُنْحَرِفِين » : فِي الطَبْعَة الْأُولَى ؛ سَنَةَ 1427هـ :

يَرْضَى اللَّهُ لِرِضَا جُهَيْنَةَ وَيَغْضَبُ لِغَضَبِهَا !! ثَنَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ عَلَى جُهَيْنَةَ بِقَوْلِهِ: « جُهَيْنَةُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ؛ غَضِبُوا لِغَضَبِي وَرَضُوا لِرِضَائِي ؛ أَغْضَبُ لِغَضَبِهِمْ وَأَرْضَى لِرِضَاهُمْ ؛ مَنْ أَغْضَبَهُمْ فَقَدْ أَغْضَبَنِي؛ وَمَنْ أَغْضَبَنِي فَقَدْ أَغْضَبَ اللَّهَ » نَقُول أَنَّنَا لَا نَرْتَابُ فِي أَنَّ ذَلِكَ مَكْذُوبٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ؛ وَذَلِكَ لِمّا يَلي :

أَوَّلاً: أَنَّ جُهَيْنَةُ كَمَا صَرَّحَ بِهِ عِكْرِمَة كَانَتْ مِنْ قَبَائِلُ النِّفَاقِ الَّتِي تَسْكُنُ بِالْقُرْبِ مِنْ المَدِينَةِ ؛ كَمَا قَالَ عِكْرِمَة فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى: { وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ؛ وَمِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيم } قَالَ: هُمْ جُهَيْنَةَ ؛ وَمُزَيْنَةَ ؛ وَأَسْلَمَ ؛ وَغِفَار .

قَالَ الْجُهَنِيّ :
هَذِهِ الْآيَةَ فِي سُورَةِ التّوْبَةَ وَسِيَاق الْآيَة جَاءَ فِي قَوْلهُ تَعَالَى: { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ؛ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم ؛ وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ؛ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ ؛ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ؛ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ؛ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } .

وَهِيَ تَرُدّ قَوْل مَنْ حَكَى مِنْ الْمُفَسِّرِينَ كَالْقُرْطُبِيِّ وَغَيرِه بِأَنَّ قَوْلُه { وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ } الْمَقْصُود بِهَا : جُهَيْنَةَ ؛ وَلقَدْ أَبْعَدَ النُّجْعَةَ مَنْ قَالَ هَذَا الرَّأْيَ ؛ وَهُوَ إمَّا مُلْغِزٌ وَإِمَّا مُفَسّرًا الآْيِ عَلَى غَيْرِ مُرَادهَا ؛ وَقَدْ أَنْزَلَهَا عَلَى غَيْر مَوْضِعِهَا ؛ حَيْثُ أَنَّ الْمُرَاد بِهَؤُلَاءِ الْأَعْرَابِ : فَزَارَةُ ؛ وَغَطَفَانَ ؛ وَمُرّةَ ؛ وَكُلُّ هَذِهِ الْقَبَائِلَ مَسَاكِنَهَا مِنْ حَوْل الْمَدِينَةِ ؛ وَهُمْ مِنَ الْمُؤَلَّفَةُ قُلُوبُهُمْ وَإِسْلَامِهِمْ مُتَأَخِّر ؛ وَقَد ارْتَدّوا جَمِيعَهُمْ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ وَحَكَى الْوَاقِدِيّ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ فَقَال: { وَمِمّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ لْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ } كَانَ رِجَالٌ مِنْ الْعَرَبِ مِنْهُمْ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ وَقَوْمُهُ مَعَهُ يُرْضُونَ أَصْحَابَ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُرُونَهُمْ أَنّهُمْ مَعَهُمْ وَيُرْضُونَ قَوْمَهُمْ

وَأَمّا جُهَيْنَةَ فَقَدْ ثَبَتَتْ وَأَقَامَتْ عَلَى إسْلَامِهَا ؛ وَلَم يَرْجِعُونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُرْتَدّينَ عَنْ دِينِهِ ؛ وَكَانَوا قَدْ أَسْلَمُوا طَوَاعِيَةً كُلُّهُمْ بِلَا خِلَافٍ كَمَا فِي حَدِيثِ عَمْرُو بْنُ مُرّةَ الْجُهَنِيّ الْوَافِدُ عَلَى النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَهُوَ فِي مَكّةَ وَذَلِكَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ ؛ فَأَسْلَمَ وَبَايَعَ النّبِيَّ فَبَعْثهُ رَسُولًا إلَى قَوْمِهِ يَدْعُوهُمْ لِلْإِسْلَامِ ؛ فَاسْتَجَابُوا لَهُ جَمِيعَهُمْ إِلّا رَجُلًا وَاحِداً أَبَى تَرَكَ عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ ؛ فَدّعَاء عَلَيْهِ عَمْرِو فَعمِيَّ وَسَقَطَ فَاهُ ؛ وَلَمَّا جَاءَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مُهَاجِراً إلَى الْمَدِينَةِ أَتَتْهُ جُهَيْنَةَ وَبَايَعُوهُ عَلَى الْإِسْلَامِ وَالنّصْرَةِ لَهُ ؛ وَلَمْ يَنْكُثْ بَيْعَته بَعْدَ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْهُمْ ؛ وَكَانُوا أَوّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْعَرَبِ قَاطِبَةً وَرَفَضَوا عِبَادَةِ الأَْوْثَانِ مَعَ قَبَائِل الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ .

وَجُهَيْنَةُ مِنْ الْأَنْصَارِ وَهُمْ دَاخِلُونَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ } فَهُمْ أَوَّلُ الْعَالَمِينَ إسْلَامًا ؛ وَلَقَدْ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ لِنُصْرَتهمْ لِهَذَا الدّينِ كَمَا فِي نَصِّ الْحَدِيثِ السَّابِقِ ؛ وَالْآيَة الْكَرِيمَةِ دَلِيلٌ قَوِيٍّ عَلَى صِحَّةِ مَعْنَى الحَدِيثِ ؛ وَأَمَّا قَوْله تَعَالَى: { وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } فهذه الآية قد نزلت في الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك ؛ وقد مر معنا دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لجهينة بالبركة والسلامة وهو نازل بأرض جهينة بذي المروة وكان في طريقه لغزوة تبوك ؛ وقد جاءته جهينة واجتمعت إليه من كل سهل وجبل فدعاء لهم واقطعهم كما في الحديث السابق .

قَالَ الرَّافِضِيّ :
ثَانِياً: إِنَّ هَذَا الْحَدِيث يَدُلُّ عَلَى عِصْمَةِ جُهَيْنَةَ ؛ لِأَنَّ مَنْ يَغْضَبُ اللَّهُ وَرَسُوله لِغَضَبِهِمْ ؛ يَجِبُ أَنْ يَكُونُوا مَعْصُومِينَ فِي جَمِيعِ أَحْوَالِهِمْ ؛ لِأَنَّ مَنْ يَفْعَلُ الْمُنْكَر وَيَتْرُكُ الْمَعْرُوف ؛ لَا بُدَّ أَنْ يَنْهَاهُ الْآخَرُونَ عَنْ الْمُنْكَرِ ؛ وَأَنْ يَأْمُرُوهُ بِالْمَعْرُوفِ ؛ حَتَّى لَوْ غَضِبَ مِنْ ذَلِكَ ؛ وَمَنْ يَكُونُ كَذَلِكَ فَلَا يَغْضَبُ اللَّهُ لِغَضَبِهِ ؛ إلَّا أَنْ يَكُونَ اللَّه سُبْحَانَهُ يَرْضَى بِفِعْلِ الْمُنْكَرِ وَتَرْك الْمَعْرُوفِ ؛ تَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا .

قَالَ الْجُهَنِيّ :
لَيْسَ فِي الْحَدِيثِ مَا يَدُلُّ عَلَى عِصْمَةٌ لِجُهَيْنَةَ ؛ وَلَكِنَّ هَذَا شَأْنُ الْمُحَرِّفِينَ لِلْكَلِمِ عَنْ مَوَاضِعِهِ ؛ فَلَا عِصْمَة لِغَيْرِ الرُّسُلِ ؛ فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ يَغْضَبُ لأَوْلِيَائِهِ الْمُتَّقِينَ ؛ وَحِزْبِهِ الْمُفْلِحِينَ ؛ وَخَاصَّتِهِ الْمُصْطَفَيْنَ ؛ وَأَنْصَارِهِ الْمُجَاهَدِينَ ؛ وَقَدْ قَالَ تَعَالَى فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْته بِالْحَرْبِ . وَلاَ عِصْمَة لِأَحَدٍ مِنْ الْخَلْقِ بَعْدَ الرُّسُلِ ؛ وَلَكِنّ رِضَاً وَسَخَطَاً عَلَى عِبَادِهِ وَخَلْقِهِ مِنْهُ سُبْحَانَهُ ؛ وَقَدْ قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ اِبْنِ تَيْمِيَّة رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: عِبَادَ اللَّهِ الْمُؤْمِنِينَ وَأَوْلِيَاءَهُ الْمُتَّقِينَ هَؤُلَاءِ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ؛ وَيُوَافِقُونَهُ فِيمَا يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ وَيَأْمُرُ بِهِ ؛ فَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ؛ وَلَمَّا رَضُوا مَا يَرْضَى ؛ وَسَخِطُوا مَا يَسْخَطُ : كَانَ الْحَقُّ يَرْضَى لِرِضَاهُمْ وَيَغْضَبُ لِغَضَبِهِمْ .

قَالَ الرَّافِضِيّ :
ثَالِثًا: إنَّ ظَاهِرَ قَوْلِهِ: غَضِبُوا لِغَضَبِي ؛ أَنَّ جُهَيْنَةَ قَد غَضِبَتْ لِغَضَبِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآلِهِ ، وَرَضُوا لِرضَاه ؛ وَهَذَا خَبَرٌ عَنْ أَمْرٌ قَدْ حَصَلَ ؛ فَالسُّؤَال هُوَ مَتَى غَضِبَتْ جُهَيْنَةَ لِغَضَبِهِ وَرَضِيَتْ لِرِضَاه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ؟؟

قَالَ الْجُهَنِيّ :
غَضِبَتْ جُهَيْنَةَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ : يَوْم بَدْرٍ ؛ وَأُحُدٍ ؛ وَحُنَيْن ؛ وَتَبُوك ؛ وَيَوْمَ َالْأَحْزَاب ؛ وَعِندَ الْفَتْحِ ؛ وَفِي كُلّ الْمُغَازِي الَّتِي ابْتَلَى اللَّهُ بِهَا نَبِيَّهُ وَالْمُؤْمِنِينَ وَحَسَمَ بِهَا بَيْنَ الْإِسْلَامِ وَالْكُفْرِ ؛ فَكَانَتْ رَايَاتِهُمْ خَفَّاقَة وَسَرَايَاهُمْ دهَاقَة ؛ فَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ؛ وَقَدْ قَال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ : اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي لاَ تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا بَعْدِي ؛ فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ ؛ وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ ؛ وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ أَذَانِي ؛ وَمَنْ أَذَانِي فَقَدْ أَذَى اللَّهَ ؛ وَمَنْ آذَى اللَّهَ فَيُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ . وَقَالَ تَعَالَى فِي صِفَةِ الْمُحِبِّينَ الْمَحْبُوبِينَ : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } .

قَالَ الرَّافِضِيّ : وَفِي أَيَةِ قَضِيَّةٍ كَانَ ذَلِكَ ؟؟ وَمَا هِيَ وَقَائِعَ تِلْكَ الْقَضِيَّةِ ؟؟
قَالَ الْجُهَنِيّ: سَبَبُ قَولِ هَذَا الْحَدِيث يُخْبِرُك بِهِ بِشْر بِنْ عِصْمَةَ الْمُزَنِيَّ حِينَ أَنْشَدَ :
وَلَكِنِّي سَمِعْت وَأَنْتَ مَيْتٌ ....... رَسُولَ اللَّهِ يَوْمَ لَوْى شُنَيْنَةْ
يَقُولَ الْقَوْمُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ ........ جُهَيْنَةُ يَوْم خَاصَمَهُ عُيَيْنَةْ

فَمَنْ هُوَ عُيَيْنَةْ الْمَذْكُورُ فِي الْأَبْيَاتِ السَّابِقَةِ وَالّذِي خَاصَمَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ؟؟
وَالْجَوَابُ هُوَ عُيَيْنَةَ بِن حِصْنٍِ الْفَزَارِيُّ ؛ سَيّدُ بَنِي فَزَارَةَ ؛ أَحَد الْمُؤَلّفَةِ قُلُوبُهُمْ ؛ وَخَبَرُ خِصَامه لِلنّبِيّ رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ ؛ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانِيُّ فِي السّلْسِلَةُ الصّحِيحَةِ ؛ وَأَخْرَجَهُ الْإِمَامُ أَحْمَد بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ فَقَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ؛ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بِن عَمْروٍ؛ حَدَّثَنِي شُرَيْحُ بِن عُبَيْدٍ؛ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِن عَائِذٍ الْأَزْدِيِّ؛ عَنْ عَمْرِو بِن عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ قَالَ: ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ يَوْماً خَيْلًا وَعِنْدَهُ عُيَيْنَةُ بِن حِصْنِ بِن بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ؛ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَا أَفْرَسُ بِالْخَيْلِ مِنْكَ؛ فَقَالَ عُيَيْنَةُ: وَأَنَا أَفْرَسُ بِالرِّجَالِ مِنْكَ !؛ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَكَيْفَ ذَاكَ ؟؟؛ قَالَ: خَيْرُ الرِّجَالِ رِجَالٌ يَحْمِلُونَ سُيُوفَهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ جَاعِلِينَ رِمَاحَهُمْ عَلَى مَنَاسِجِ خُيُولِهِمْ؛ لَابِسُو الْبُرُودِ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَذَبْتَ؛ بَلْ خَيْرُ الرِّجَالِ رِجَالُ أَهْلِ الْيَمَنِ؛ وَالْإِيمَانُ يَمَانٍ؛ إِلَى لَخْمٍ وَجُذَامٍ؛ وَعَامِلَةَ وَمَأْكُولُ؛ حِمْيَرَ خَيْرٌ مِنْ آكِلِهَا؛ وَحَضْرَمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ؛ وَقَبِيلَةٌ خَيْرٌ مِنْ قَبِيلَةٍ؛ وَقَبِيلَةٌ شَرٌّ مِنْ قَبِيلَةٍ؛ وَاللَّهِ مَا أُبَالِي أَنْ يَهْلِكَ الْحَارِثَانِ كِلَاهُمَا؛ لَعَنَ اللَّهُ الْمُلُوكَ الْأَرْبَعَةَ: جَمَدَاءَ؛ وَمِخْوَسَاءَ؛ وَمِشْرَخَاءَ؛ وَأَبْضَعَةَ؛ وَأُخْتَهُمْ الْعَمَرَّدَةَ؛ ثُمَّ قَالَ: أَمَرَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنْ أَلْعَنَ قُرَيْشًا مَرَّتَيْنِ فَلَعَنْتُهُمْ؛ وَأَمَرَنِي أَنْ أُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ فَصَلَّيْتُ عَلَيْهِمْ مَرَّتَيْنِ؛ ثُمَّ قَالَ: عُصَيَّةُ عَصَتْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ؛ غَيْرَ قَيْسٍ؛ وَجَعْدَةَ؛ وَعُصَيَّةَ؛ ثُمَّ قَالَ: لَأَسْلَمُ؛ وَغِفَارُ؛ وَمُزَيْنَةُ؛ وَجُهَيْنَةَ؛ خَيْرٌ مِنْ: بَنِي أَسَدٍ؛ وَتَمِيمٍ؛ وَغَطَفَانَ؛ وَهَوَازِنَ؛ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ ثُمَّ قَالَ: شَرُّ قَبِيلَتَيْنِ فِي الْعَرَبِ؛ نَجْرَانُ؛ وَبَنُو تَغْلِبَ؛ وَأَكْثَرُ الْقَبَائِلِ فِي الْجَنَّةِ: مَذْحِجٌ؛ وَمَأْكُول ) .

وَقَدْ يَسْأَلُ أَحَدِهِمْ مَا السَّبَبُ الَّذِي دَفَعَ الرَّافِضَة لِتَكْذِيبِ هَذَا الْحَدِيثِ ؟؟
وَالْجَوَابُ مَا خَتَمَ بِهِ الرَّافِضِيَّ آخِرِ كَلَامِهِ وَزَيْفه فِي هَذَا الْفَصْل حِينَ قَال: فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلهِ لَيْسَ مِنْ جُهَيْنَةَ ؛ لاَ حَقِيقَةً وَلاَ مَجَازًا ؛ فَهُوَ لَيْسَ مِنهَا نَسَبًا ؛ وَذَلِكَ ظَاهِرٌ ؛ وَلَيْسَ مِنْهَا بِمَا يُمَثِّلُهُ مِنْ دِيْنٍ وَرِسَالَةٍ ؛ لأَِنَّهَا لَيْسَ لهَا أَثَرٌ يُذْكَرْ فِي نَشْرِ الإِْسْلاَمِ ؛ أَو فِي الدِّفَاعُ عَنْهُ ؛ بَل قَدْ تَقَدَّمَ: أَنَّ عِكْرِمَةَ يُصَرِّح بِأَنَّهَا كَانَتْ إِحْدَى الْقَبَائِل الأَْرْبَع الَّتِي عَنَاهَا اللَّهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ: { وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ }.

وَاَلَّذِي أَرَاهُ هُوَ أَنَّ هَذَا الْمُفْتَرِي عَلَى اللَّهِ وَعَلَى رَسُولِهِ ؛ إِمَّا أَنَّهُ كَانَ عَلى دَرَجَةٍ مِنْ الْغَبَاءِ ؛ أَوْ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدْ أَعْمَى قَلْبُهُ ؛ وَطَمَسَ عَلَى بَصِيرَتهُ ؛ عَلَى قَاعِدَةِ: {خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ} فَإِنَّ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يَفْتَرِي وَيَخْتَلِق ؛ لاَبُدَّ أَنْ لَا يَكُون ما يَخْتَلِقَهُ ظَاهِر الخَطَلِ وَالْبُطْلَان ؛ فَلاَ يَصِحُّ أَنْ يَدَّعِي مَثلاً: أَنَّ الْمِسْكَ سَيْءُ الرّائِحَةِ ، وَلَا أَنْ يَقُولَ: وَإِنَّ الذَّهَبَ خَشَبٍ ؛ وَالتُّفَّاحَة دَجَاجَةٍ ؛ وَمَا إِلَى ذَلِكَ ؛ فَإِنْ فَعَلَ ذَلِكَ ؛ فَقَدْ سَعَى إِلَى حَتْفِهِ بِظِلْفِهِ ؛ وَفَضَحَ نَفْسَهُ بِنَفْسِهِ ؛ وَإِنَّمَا عَلَى نَفْسِهَا جَنَتْ بَرَاقِش ؛ وَمَهْمَا يَكُنْ مِنْ أَمْرٍ ؛ فَإِنّ أَحَدًا لاَ يَجْهَل أَنَّ عِبَارَةَ: « مَنْ أَغْضَبَهُمْ فَقَدْ أَغْضَبَنِي ؛ وَمَنْ أَغْضَبَنِي فَقَدْ أَغْضَبَ اللَّهَ » قَدْ قَالَهَا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ - فِي حَقِّ الزَّهْرَاءِ عَلَيْهَا السَّلَام ؛ وَهَذَا مَا أَوْجَبَ مَا يُوجِب الطَّعْنِ عَلَى مَنْ أَغْضَبَهَا بِأَنَّهُ قَدْ أَغْضَبَ اللَّهَ وَرَسُولِهِ ؛ بِأَنَّهُ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ أَهْلاً فِي مَقَامِ خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ ! .

قَالَ الْجُهَنِيّ :
هَاذَا وَاللَّهِ مِنْ أَعْظَمِ الْكَذِبِ وَالْبُهْتَان وَالْخِيَانَةِ نَسْأَل اللَّه السَّلَامَة ؛ وَلَعَمْرِي لَقَدْ صَدَقَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ حِينَ قَالَ عَنْهُمْ: وَالرَّافِضَةَ أُمَّةٌ لَيْسَ لَهَا عَقْلٌ صَرِيحٌ ؛ وَلَا نَقْلٌ صَحِيحٌ ؛ وَلَا دِينٌ مَقْبُول ؛ بَلْ هُمْ مِنْ أَعْظَمِ الطَّوَائِفِ كَذِباً وَجَهْلاً ؛ وَيَعْمِدُونَ إلَى الصِّدْقِ الظَّاهِرِ الْمُتَوَاتِرِ يَدْفَعُونَهُ ؛ وَإِلَى الْكَذِبِ الْمُخْتَلَقِ الَّذِي يُعْلَمُ فَسَادُهُ يُقِيمُونَهُ ؛ فَهُمْ كَمَا قَالَ فِيهِمْ الشَّعْبِيُّ وَكَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِهِمْ: لَوْ كَانُوا مِنْ الْبَهَائِمِ لَكَانُوا حُمْراً ؛ وَلَوْ كَانُوا مِنْ الطَّيْرِ لَكَانُوا رَخَماً . فَقَوْلِ الرَّافِضِيُّ الْأَفَّاك أََنَّ جُهَيْنَةَ لَيْسَ لهَا أَثَرٌ يُذْكَرْ فِي نَشْرِ الإِْسْلاَمِ ؛ أَوْ الدِّفَاعُ عَنْهُ ؛ هُوَ كَذِبًا ظَاهِرٌ مَحْضٌ ؛ وَتَدْلِيسٌ وَتَلْبِيسٌ وَاضِحٌ كَالشَّمْسِ بِيَقِين ؛ وَعِنْدَ جُهَيْنَةَ الْخَبَر الْيَقِين .

ثُمّ أَوَلَمْ يَقُلْ الْمَوْلَى فِي كِتَابِهِ { مِلَّة أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيم } فَهَذِهِ أُبُوةٌ فِي الدِّينِ لاَ أَبُوةُ نَسَبٍ ؛ وَلَيْسَ جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ وَلَد إبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السّلَامُ ؛ فَفِيهِمْ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ كَمَا هُوَ مَعْلُومٌ عِنْدَ كُلِّ عَاقِلٍ ؛ وَلِهَذَا قَالَ الْعُلَمَاء: هُوَ النّسَبُ الدِّينِيُّ وَلَيْسَ النّسَب الطِّينِيّ ؛
وَلِهَذَا فَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جُهَيْنَةُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ ؛ هَذِهِ فَضِيلَةٌ مَعْلُومَةٌ لِجُهَيْنَةَ عَلَى أَصْلِهِمْ ؛ وَأَنَّهُمْ مِنْ أَهْل التَّوْحِيدِ وَالْإِسْلَامِ ؛ ؛ وَقَد قَالَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى لِسَان الْخَلِيلُ عَلَيْهِ السّلَام: { فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي } وَقَالَ لِقَوْمِهِ: { فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي ؛ وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي } .
[/center]

يتبع
أبو عدى
أبو عدى

المساهمات : 90
تاريخ التسجيل : 23/08/2011
العمر : 34

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جُهَيْنَةَ الْأَوَائِلَ الأَْوَاخِر فَضَائِلَ وَمَآثِر Empty رد: جُهَيْنَةَ الْأَوَائِلَ الأَْوَاخِر فَضَائِلَ وَمَآثِر

مُساهمة  أبو عدى الخميس 26 أبريل 2012, 6:50 am


قالَ الْجُهَنِيِّ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ :
1- عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ الْخُزَاعِيّ: مِنْ قَبِيلَة خُزَاعَةَ ؛ وَفِي السَّنَد السّابِقِ نُسِبَ إلَى مُزَيْنَةَ ؛ وَهَذَا سَبقُ قَلَمٍ مِنّي ؛ فَلَمْ يَرِدْ فِي سَنَدِ الطَّبَرَانِيِّ غَيْر نِسْبَته إِلَى خُزَاعَةَ .

2- قَائِلُ الْأَبْيَاتُ هُوَ الصَّحَابِيُّ بُسْر بِنْ عِصْمَة الْمُزَنِيّ ؛ أَحَد سُمَّار مُعَاوِيَةَ ؛ شَاعِرًا وَفَارِساً شَدِيدًا ؛ كَانَ فِي صَفّ عَلي ثُمّ لَحِقَ بِمُعَاوِيَةَ بِن أَبِي سُفْيَانَ فَقَرّبَهُ وَأَدْنَاهُ مِنْ مَجْلِسِهِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ جَمِيعَاً .

3- الْحَارِثُ بِن مَعْبَدٍ الْجُهَنِيّ ؛ مَسْتُورُ الْحَالِ غَيْرَ مَجْهُولِ الْعَيْن ؛ أَصْلُهُ جُهَنِيٌّ مَدَنِيّ وَهُوَ صَاحِبُ ذِي الْمَرْوَةِ ؛ قَرْيَةٌٌ بِِوَادِي الْقُرَى وَالْمُسَمّى الْيَوْم : وَادِي الْحَمْضِ ؛ يُقَالُ لَهُمْ : السَّبْرِيُّ ؛ مِنْ عَقِب سَبْرَةُ بن مَعْبَدِ بن عَوْسَجَةَ الْجُهَنِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ؛ قََالَ ابْنُ سَعْدٍ فِي الطّبَقَاتِ الْكُبْرَى : وَكَانَتْ لِِسَبْرَةُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ فِي جُهَيْنَةَ ؛ وَكَانَ نَزَلَ فِي آخِرِ عُمْره ذَا الْمَرْوَةِ ؛ فَعَقِبَهُ بِهَا إلَى الْيَوْمِ . قَالَ الْجُهَنِيِّ : وَهُمْ هُنَالِكَ حَتّى يَوْمَنَا هَذَا يَنْزِلُوا فِي الْأَرْضِ الّتِي أَقْطَعَهُمْ إيّاهَا النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ ؛ وََقَدْ ذَكَرَ نَسَبُهُ الطَّبَرَانِيُّ؛ فَقَالَ : الْحَارِثُ بِن مَعْبَدِ بِن عَبْدِ الْعَزِيزِ بِن الرَّبِيعِ بِن سَبْرَةَ الْجُهَنِيّ . قُلْتُ : وَهُوَ شَيْخٌ لِابْنِ أَبِي عَاصِمٍ رْوِيَ عَنْهُ؛ وَمُحَمَّدُ بن فُلَيْحِ الْجُهَنِيِّ يَرْوِي عَنْهُ أَيْضاً ؛ وَرَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بِن أَحْمَدَ بِن نَصْرٍ التِّرْمِذِيُّ ؛ أَبُو جَعْفَرٍ الشَّافِعِيُّ ؛ الْمَوْلُودُ سَنَةَ إِحْدَى وَمِئَتَيْنِ ؛ قَالَ الدّارَقُطْنِيّ عَنْهُ : ثِقَةٌ مَأْمُونٌ نَاسِكٌ ؛ وَقَالَ أَحْمَدُ بْن كَامِلٍ الْقَاضِي : لَمْ يَكُنْ لِلشَّافِعِيَّةِ بِالْعِرَاقِ أَرْأَسَ ؛ وَلَا أَوْرَعَ ؛ وَلَا أَنْقَل ؛ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ التّرْمِذِيّ . وَيَرْوِي الْحَارِثُ بِن مَعْبَدٍ عَنْ عَمِّهِ حَرْمَلَةَ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجُهَنِيُّ ؛ وَأَخِيهِ مُحَمَّدِ بن مَعْبَدٍ لَهُ أَحَادِيث .

وهذه صخرة في قاع بني مر على طريق الشام ؛ يظهر فيها نقش اسم عبد الله بن حرملة الجهني ؛ عم الحارث بن معبد الجهني رضي الله عنهم جميعا؛ وقرأة النقش : (( أنا عبد الله بن حرملة الجهني ؛ ثم في الأسفل : أنا السائب بن أبي عمرو السلامي .. إلى آخره ))


4- حَدِيثِ: جُهَيْنَةُ مِنّي ؛ لَهُ ثَلاَثَةُ طُرُقٍ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ؛ وَأَعْنِي أَنّ ثَلاَثَةً مِنْ الصّحَابَةِ رَوَوْا هَذَا الْحَدِيثَ مَرْفُوعاً ؛ وَهَذِهِ هِيَّ طُرُقِهِ :

الطَّرِيقُ الأَْوَّل : عَنْ عِمْرَان بِن الْحُصَيْنِ الْخُزَاعِيَّ ؛ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِي فِي الْمُعْجَمِ الْكَبِيرِ ؛ طَبْعَة: مَكتَبَةِ ابْنُ تَيْمِيَّة؛ [ج18 ص108] تَحْقِيق: حَِمْدِي عَبْدِ الْمَجِيدِ السّلَفِي:
206- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بِن أَحْمَدَ بِن نَصْرٍ التِّرْمِذِيُّ ؛ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بِن مَعْبَدِ بِن عَبْدِ الْعَزِيزِ بِن الرَّبِيعِ بِن سَبْرَةَ بِن عَمْرو بِن صُحَارٍ بَنُ زَيْدِ بَنُ جُهَيْنَةَ بَنُ قُضَاعَةَ بَنُ مَالِك بَنُ حِمْيَرٍ ؛ حَدَّثَنِي عَمِّي حَرْمَلَةُ بِن عَبْدِ الْعَزِيزِ ؛ عَنْ أَبِيهِ ؛ عَنْ جَدِّهِ ؛ عَنْ سَبْرَةَ بن مَعْبَدٍ: صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ قَالَ : اجْتَمَعَ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَفْنَاءِ النَّاسِ ؛ فَقَالَ : لَيُحَدِّثُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِمَكْرُمَةِ قَوْمِهِ ؛ وَمَا كَانَ فِيهِمْ مِنْ فَضْلٍ ؛ فَحَدَّثَ الْقَوْمُ حَتَّى انْتَهَى الْحَدِيثُ إِلَى فَتىً مِنْ جُهَيْنَةَ ؛ فَحَدَّثَ بِحَدِيثٍ عَجِزَ عَنْ تَمَامِهِ ؛ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ عِمْرَانُ بِن الْحُصَيْنِ فَقَالَ : حَدِّثْ يَا أَخَا جُهَيْنَةَ بِفِيكَ كُلِّهِ ؛ فَأَشْهَدُ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ يَقُولُ : { جُهَيْنَةُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ ؛ غَضِبُوا لِغَضَبِي ؛ وَرَضُوا لِرِضَائِي ؛ أَغْضَبُ لِغَضَبِهِمْ ؛ وَأَرْضَى لِرِضَاهُمْ ؛ مَنْ أَغْضَبَهُمْ فَقَدْ أَغْضَبَنِي ؛ وَمَنْ أَغْضَبَنِي: فَقَدْ أَغْضَبَ اللَّهَ } فَقَالَ مُعَاوِيَةُ بن أَبِي سُفْيَانَ : كَذَبْتَ ؛ إِنَّمَا جَاءَ الْحَدِيثُ فِي قُرَيْشٍ ؛ فَقَالَ [يَعْنِي بُسْر بِن عِصْمَةَ الْمُزَنِيّ] :
يُكَذِّبُنِي بُنَي مُعَاوِيَةَ بن حَرْبٍ ... وَيَشْتُمُنِي لِقَوْلِي فِي جُهَيْنَةْ
وَلَوْ أَنِّي كَذَبْتُ لَظَنِّ قَولِي ..... وَلَمْ أَكْذَبْ لِقَوْمِي مِنْ مُزَيْنَةْ
وَلَكِنِّي سَمِعْتُ وَأَنْتَ مَيْتٌ ..... رَسُولَ اللَّهِ يَوْمَ لَوى شُنَيْنَةْ
يَقُولُ الْقَوْمُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ ..... جُهَيْنَةُ يَوْمَ خَاصَمَهُ عُيَيْنَةْ
إِذَا غَضِبُوا غَضِبْتُ وَفِي ......... رِضَاي مِنَّةٌ لَيْسَتْ مُنَيْنَةْ
وَمَا كَانُوا كَذَكْوَانَ وَرِعْلِ .... وَلا الْحَيَّيْنِ مِنْ سَلَفِي جُهَيْنَةْ

الطَّرِيقُ الثَّانِي : عَنْ سَبْرَة بْنُ مَعْبَد الْجُهَنِيِّ؛ وَأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ فِي الْآحَاد وَالْمَثَانِي؛ طَبْعَة : دَارِ الرَّايَة [ج5 /ص30] بِتَحْقِيق: بَاسِم الجَوابِرَةِ؛ سَنَةَ: 1411هـ :
2568 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بِن مَعْبَدٍ عَنْ [بِن] عَبْدِ الْعَزِيزِ بِن الرَّبِيعِ بِن سَبْرَةَ بِن مَعْبَدٍ بِن مجازة بِن خَدِيجٍ بِن ذُهْلِ بن زَيْدِ بِن جُهَيْنَةَ بِن قُضَاعَةَ بِن مَالِكِ بِن حِمْيَرٍ ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي حَرْمَلَةُ بِن عَبْدِ الْعَزِيزِ ؛ عَنْ أَبِيهِ ؛ عَنْ جَدِّهِ ؛ عَنْ سَبْرَةَ بن مَعْبَدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ : اجْتَمَعَ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ رِجَالٌ مِنْ أَفْنَاءِ النَّاسِ؛ فَقَالَ : لَيُحَدِّثُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِمَكْرُمَةِ قَوْمِهِ ؛ وَمَا كَانَ فِيهِمْ مِنْ فَضْلٍ ؛ قَالَ : فَحَدَّثَ الْقَوْمُ حَتَّى انْتَهَى الْحَدِيثُ إِلَى فَتىً مِنْ جُهَيْنَةَ ؛ قَالَ : فَحَدَّثَ بِحَدِيثٍ عَجِزَ عَنْ تَمَامِهِ ؛ وَأَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ يَقُولُ: { جُهَيْنَةُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ ؛ غَضِبُوا لِغَضَبِي ؛ وَرَضُوا لِرِضَائِي ؛ أَغْضَبُ لِغَضَبِهِمْ ؛ وَأَرْضَى بِرِضَائِهُمْ ؛ مَنْ أَغْضَبَهُمْ فَقَدْ أَغْضَبَنِي ؛ وَمَنْ أَغْضَبَنِي: فَقَدْ أَغْضَبَ اللّهُ عَزّ وَجَلّ } .

وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ مِنْ طَرِيقِ سَبْرَةَ بِنْ مَعْبَد الْجُهَنِيُّ الطَّبَرَانِي فِي مُعْجَمِهِ الْكَبِيرِ؛ [ج19 / ص317] تَحْقِيق: حَِمْدِي عَبْدِ الْمَجِيدِ السّلَفِي؛ طَبْعَة: مَكتَبَةِ ابْنُ تَيْمِيَّة :
717- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بِن أَحْمَدَ بِن نَصْرٍ أَبُو جَعْفَرٍ التِّرْمِذِيُّ ؛ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بن مَعْبَدِ بِن عَبْدِ الْعَزِيزِ بِن الرَّبِيعِ بِن سَبْرَةَ الْجُهَنِيُّ ؛ حَدَّثَنِي عَمِّي حَرْمَلَةُ بِن عَبْدِ الْعَزِيزِ ؛ عَنْ أَبِيهِ ؛ عَنْ جَدِّهِ سَبْرَةَ بن مَعْبَدٍ؛ قَالَ : قَالَ عِمْرَانُ بِن حُصَيْنٍ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ يَقُولُ : { جُهَيْنَةُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ ؛ غَضِبُوا لِغَضَبِي وَرَضُوا لِرِضَايَ ؛ أَغْضَبُ لِغَضَبِهِمْ وَأَرْضَى لِرِضَاهُمْ ؛ فَمَنْ أَغْضَبَهُمْ فَقَدْ أَغْضَبَنِي ؛ وَمَنْ أَغْضَبَنِي فَقَدْ أَغْضَبَ اللَّهَ }؛ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ : إِنَّمَا قَالَ هَذَا الْحَدِيثَ فِي قُرَيْشٍ ؛ فَقَالَ عِمْرَانُ : أَنَا سَمِعْتُهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْتَ يَوْمَئِذٍ مَيِّتٌ .

وَخْرجَهُ الْحَافِظِ الْعِرَاقِيُّ فِي مَحَجَّة الْقِرَب إلَى مَحَبَّة الْعَرَب؛ [ص/ ق: 357]؛ طَبْعَة : دَارِ العَاصِمَةِ ؛ تَحْقِيق: عَبْدِ الْعَزِيزِ الزِّير؛ سَنَةَ : 1420هـ :
أَخْبَرَنِي مُحَمّدِ بْنِ إبْرَاهِيمَ بِن مُحَمّد الْخَزْرَجِيُّ إجَازَةً مُعَيَّنَةً ؛ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ ؛ قَالَ: أَنْبَأَتنَا عَفِيفَة بِنْتَ أَحْمَدَ ؛ قَالَتْ: أَخْبَرتنَا فَاطِمَةَ الْجَوْزَذانِيَةَ ؛ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ ابْنُ رَيْدَةُ ؛ أَنْبَأَنَا الطَّبَرَانِيُّ ؛ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بِن أَحْمَدَ بِن نَصْرٍ التِّرْمِذِيُّ ؛ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بن مَعْبَدِ بِن عَبْدِ الْعَزِيزِ بِن الرَّبِيعِ بِن سَبْرَةَ ابْنِ عَمْرِو بِن صُحَارِ بِن زَيْدِ بِن جُهَيْنَةَ بِن قُضَاعَةَ بِن مَالِكِ ابْنُ حِمْيَرٍ ؛ قَالَ : حَدَّثَنِي عَمِّي حَرْمَلَةُ بِن عَبْدِ الْعَزِيزِ ؛ عَنْ أَبِيهِ ؛ عَنْ جَدِّهِ: سَبْرَةَ بن مَعْبَدٍ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ : اجْتَمَعَ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَفْنَاءِ النَّاسِ ؛ فَقَالَ : لَيُحَدِّثُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِمَكْرُمَةِ قَوْمِهِ ؛ وَمَا كَانَ فِيهِمْ مِنْ فَضْلٍ ؛ فَحَدَّثَ كُلّ الْقَوْمُ حَتَّى انْتَهَى الْحَدِيثُ إِلَى فَتًى مِنْ جُهَيْنَةَ ؛ فَحَدَّثَ بِحَدِيثٍ عَجَزَ عَنْ تَمَامِهِ ؛ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ عِمْرَانُ بن الْحُصَيْنِ؛ فَقَالَ : حَدِّثْ يَا أَخَا جُهَيْنَةَ بِفِيكَ كُلِّهِ ؛ فَأَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ يَقُولُ : [ جُهَيْنَةُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ ، غَضِبُوا لِغَضَبِي وَرَضُوا لِرِضَاي ، أَغْضَبُ لِغَضَبِهِمْ وَأَرْضَى لِرِضَاهُمْ ، مَنْ أَغْضَبَهُمْ فَقَدْ أَغْضَبَنِي ، وَمَنْ أَغْضَبَنِي فَقَدْ أَغْضَبَ اللَّهَ ]؛ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ بن أَبِي سُفْيَانَ : كَذَبْتَ؛ وَإِنَّمَا جَاءَ الْحَدِيثُ فِي قُرَيْشٍ؛ فَقَالَ :
يُكَذِّبُنِي مُعَاوِيَةَ بن حَرْبٍ ....... وَيَشْتُمُنِي لِقَوْلِِِِِِِِِِِ فِي جُهَيْنَةْ
وَلَوْ أَنِّي كَذَبْتُ لَكَانَ قَولِي ..... وَلَمْ أَكْذَبْ لِقَوْمِي مِنْ مُزَيْنَةْ
وَلَكِنِّي سَمِعْتُ وَأَنْتَ مَيْتٌ ..... رَسُولَ اللَّهِ يَوْمَ لَوى شنَيْنَةْ
يَقُولُ الْقَوْمُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ ....... جُهَيْنَةُ يَوْمَ خَاصَمَهُ عُيَيْنَةْ
إِذَا غَضِبُوا غَضِبْتُ وَفِي رِضَاهُمْ ... رِضَاي مِنَّةٌ لَيْسَتْ مُنَيْنَةْ
وَمَا كَانُوا كَذَكْوَانَ وَرِعْلِ ....... وَلا الْحَيَّيْنِ مِنْ سَلَفِي جُهَيْنَةْ
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ؛ غَيْرِ الْحَارِثُ بن مَعْبَدٍ ؛ فَلَمْ أَجِدْ مَنْ ذَكَرَهُ بِجَرْحٍ وَلا تَعْدِيلٍ .

وَالطَّرِيق الثَّالِثَةِ : عَنْ بُسْر بِنْ عِصْمَةَ الْمُزَنِيُّ ؛ وَأَخْرَجَهُ الْحَافِظُ ابْنِ مَاكُولَا فِي الإِْكْمَال فِي رَفْعُ الاِرْتِيَابِ عَنْ الْمُؤْتَلَفِ وَالْمُخْتَلَفِ فِي الْأَسْمَاءِ وَالْكُنَى وَالْأَنْسَاب؛ [ج1 /ص269] حَقَّقَهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن يَحْيَى المُعَلَّمِيّ؛ نُسْخَةِ: دَارِ الْكِتَابِ الإِْسْلاَمِيُّ؛ سَنَة : 1414هـ ؛ وَأَبُو الْقَاسِمِ الآْمِدِيُّ فِي الْمُؤْتَلَفِ وَالْمُخْتَلَفِ فِي أَسْمَاءِ الشّعَرَاء وَكُنَاهُمْ وَأَلْقَابَهُمْ وَأَنْسَابهُمْ ؛ طَبْعَة : دَارِ الْجِيل؛ [رقم: 147/ ص: 73] تَحْقِيق: كرنكو؛ سَنَةَ: 1411هـ :
وَأَمّا بُسْرٍ : بِضَمّ الْبَاءِ وَالسّينِ غَيْرُ مُعْجَمَةٍ ؛ فَهُوَ بُسْرٍ بِن عِصْمَة الْمُزَنِيّ ؛ أَحَدُ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ هُذْمة بْنِ لَاطِمِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرُو بْنِ أُدّ بْنِ طَابِخَةَ ؛ أَحَدُ سَادَاتِ مُزَيْنَةَ ؛ فَارِسٌ وَشَاعِرٌ لَهُ صُحْبَةٌ ؛ وَكَانَ فِي سمَّار مُعَاوِيَةَ ؛ فَتَحَدّثَ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ فحَصَرَ وَقَطَعَ الْحَدِيث ؛ فَتَضَاحَكَ الْقَوْمُ ؛ فَقَالَ لَهُ بُسْرٍ : تَحَدّث يَا أَخِي ؛ فَقَدْ سَمِعْت رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَقُولُ : { جُهَيْنَةُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ ؛ مِنْ أَذَى جُهَيْنَةَ فَقَدْ آذَانِي ؛ وَمَنْ أَذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ } فَغَضِبَ مُعَاوِيَةَ ؛ وَقَالَ : كَذَبْتْ ؛ إنّمَا قَالَ هَذَا لِقُرَيْشٍ ؛ فَانْصَرَفَ بُسْر وَقَالَ :
أَيَشتُمَنَّي مُعَاوِيَةَ بِنُ حَرْبٍ …...... وَيُكَذّبَنِي فِي قَوْلِي لِجُهَيْنَةَ
وَلَوْ أَنّي كَذَبْتُ لَكَانَ قَوْلِي …… وَلَمْ أَكْذَبْ لِقَوْمِي مِنْ مُزَيْنَةَ

وَأَوْرَدَهُ الْهَيْثَمِيُّ فِي مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ وَمَنْبَع الْفَوَائِدِ؛ [ج10/ ص16- 17] طَبْعَة : دَارِ الْفِكْرِ ؛ بِتَحْقِيق: عَبْدِ اللّهِ مُحَمّدِ الْدَروِيش؛ سَنَةَ : 1414هـ :
بَابُ مَا جَاءَ فِي جُهَيْنَةَ :
عَنْ سَبْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : اجْتَمَعَ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَفْنَاءِ النَّاسِ ؛ فَقَالَ : لِيُحَدِّثْ كُلُّ رَجُلٍ بِمَكْرُمَةِ قَوْمِهِ ؛ وَمَا كَانَ فِيهِمْ مِنْ فَضْلٍ ؛ فَحَدَّثَ كُلُّ الْقَوْمِ حَتَّى انْتَهَى الْحَدِيثُ إِلَى فَتًى مِنْ جُهَيْنَةَ ؛ فَحَدَّثَ بِحَدِيثٍ عَجَزَ عَنْ تَمَامِهِ ؛ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ؛ فَقَالَ : حَدِّثْ يَا أَخَا جُهَيْنَةَ ! بِفِيكَ كُلِّهِ ؛ فَأَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : { جُهَيْنَةُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ ؛ غَضِبُوا لِغَضَبِي وَرَضُوا لِرِضَائِي : أَغْضَبُ لِغَضَبِهِمْ وَأَرْضَى لِرِضَائِهِمْ ؛ مَنْ أَغْضَبَهُمْ فَقَدْ أَغْضَبَنِي ؛ وَمَنْ أَغْضَبَنِي فَقَدْ أَغْضَبَ اللَّهَ } فَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ : كَذَبْتَ إِنَّمَا جَاءَ الْحَدِيثُ فِي قُرَيْشٍ؛ فَقَالَ :
يُكَذِّبُنِي مُعَاوِيَةَ بن حَرْبٍ ..... وَيَشْتُمُنِي لِقَوْلِي فِي جُهَيْنَةْ
وَلَوْ أَنِّي كَذَبْتُ لَكَانَ قَولِي ..... وَلَمْ أَكْذَبْ لِقَوْمِي مِنْ مُزَيْنَةْ
وَلَكِنِّي سَمِعْتُ وَأَنْتَ مَيْتٌ ..... رَسُولَ اللَّهِ يَوْمَ لَوِ اسْتَبْينَةْ
يَقُولُ: الْقَوْمُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ ..... جُهَيْنَةُ يَوْمَ خَاصَمَهُ عُيَيْنَةْ
إِذَا غَضِبُوا غَضِبْتُ وَفِي رِضَاهُمْ ... رِضَائِي مِنَّةٌ لَيْسَتْ مُنَيْنَةْ
وَمَا كَانُوا كَذَكْوَانَ وَرِعْلِ ..... وَلا الْحَيَّيْنِ مِنْ سَلَفِي جُهَيْنَةْ
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ؛ وَفِيهِ الْحَارِثُ بِن مَعْبَدٍ ؛ وَلَمْ أَعْرِفْهُ ؛ وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ .

قَالَ السُّيُوطِيّ فِي جَامِعَ الْأَحَادِيثِ [ج4 / ص201] طَبْعَة: دَارِ الْفِكْرِ ؛ بِتَحْقِيق: عَبّاس أَحْمَدَ صَقْر؛ وَأَحْمَد عَبْدُ الْجَوَادِ؛ سَنَةَ : 1414هـ :
11077- قََالَ النَّبِيُّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ : جُهَيْنَةُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ ؛ غَضِبُوا لِغَضَبِي ؛ ورَضُوا لِرِضَائِي ، أَغْضَبُ لِغَضَبِهِمْ وأَرْضى لِرِضَاهُمْ ؛ مَنْ أَغْضَبَهُمْ فَقَدْ أَغْضَبَنِي ؛ وَمَنْ أَغْضَبَنِي فَقَدْ أَغْضَبَ اللهََ . (طب : عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ) .

قَالَ الْجُهَنِيِّ: وَفِي رِوَايَةٌ أُخْرَى لِلسُّيُوطِيّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ زَادَ :
وَلَمَّا حَدَّثَ بِهِ ، قََالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ : كَذَبْتَ؛ إِنَّمَا جَاءَ الْحَدِيثُ فِي قُرَيْشٍ ؛ فَأَنْشَدَ :
يُكَذِّبُنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ حَرْبٍ ..... وَيُسِيئُنِي لِقَوْلِي فِي جُهَيْنَةَ
وَلَوْ أَنِّي كَذَبْتُ لَكَانَ قَوْلِي ..... وَلَمْ أَكْذِبْ لِقَوْمِي مِنْ مُزَيْنَةِ
كَذَا هُوَ عِنْدَ مُخْرِجِهِ ؛ طك : عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ .

وَقَالَ الصَّالِحِيُّ فِي سَبِيلِ الْهُدَى وَالرَّشَادِ فِي سِيرَةِ خَيْر الْعِبَادِ؛ [ج6 /ص482] طَبْعَة: لجَنَةِ إحْيَاء التُّرَاث الْمِصْرِيَّةِ؛ تَحْقِيقِ: إِبْرَاهِيمَ الترزي؛ وَعَبْدِ الْكَرِيمِ العزباوي :
رَوَاهُ الطَّبَرَانِي بِرِجَالٍ ثِقَاتٍ ؛ غَيْرَ الْحَارِثُ بِن مَعْبَدٍ فَيُحَرَّر حَالهُ .

وَذَكَرَهُ عِزُّ الدِّينِ ابْنُ الْأَثِيرِ الْجَزَرِيُّ فِي كِتَابِهِ أُسَدِ الْغَابَةِ فِي مَعْرِفَة الصّحَابَةِ [ج1 / ص378] حَقَّقَهُ: عَلِيُّ مُحَمَّد ؛ وَعَادِل عَبْدِ الْمَوْجُود؛ نُسْخَةِ: دَار الْكُتُبِ الْعِلْمِيَّةَ :
بُسْرُ بْنُ عِصْمَة؛ مِثْلَهُ ؛ أَيْضاً : هُوَ ابْنُ عِصْمَة الْمُزَنِيّ ؛ أَحَدُ بَنِي ثَوْرِ بِن هَذْمََةَ بِن لاطِم بِن عُثْمَانَ بِن عَمْرِو بِن أُدِّ بِن طَابِخَةَ ؛ أَحَدُ سَادَاتِ بَنِي مُزَيْنَةَ ؛ يُقَالُ : لَهُ صُحْبَةٌ ؛ وَرَوَى عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ: { مَنْ آذَى جُهَيْنَةَ فَقَدْ آذَانِي } .

وَخَرّجَهُ أَيْضًا ابْنِ حَجَرٍ الْعَسْقَلانِيُّ فِي كِتَابِ الْإِصَابَة فِي تَمْيِيز الصَّحَابَة [ج1 / ص154] طَبْعَة : دَار الْكُتُبِ الْعِلْمِيَّةَ : 646- بُسْرُ بْنُ عِصْمَة الْمُزَنِيّ؛ مِنْ بَنِي ثَوْرِ بِن هُذْمََةَ .. كَانَ أَحَدُ سَادَاتِ مُزَيْنَةَ ؛ قَالَ أَبُو بِشْرٍ الآمِدِيُّ : سَمِعَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ؛ يَقُولُ : {مَنْ آذَى جُهَيْنَةَ فَقَدْ آذَانِي} حَكَاهُ ابْنُ مَاكُولَا ؛ وَأَمّا ابْنُ عَسَاكِرَ فَذَكَرَهُ فِي تَارِيخِهِ فِيمَنْ اسْمُهُ بِسْرٍ؛ بِالْكَسْرِ وَالْمُعْجَمَةِ؛ كَمَا سَيَأْتِي .

وَأَلْفَيْتَهُ عِنْدَ ابْنُ نَاصِرُ الدِّينِ الدّمَشْقِيَّ فِي تَوْضِيحُ الْمُشْتَبَهِ فِي ضَبْطِ أَسْمَاءِ الرّوَاةِ وَأَنْسَابِهِمْ وَأَلْقَابِهمْ وَكُنَاهُمْ؛ [ج1 / ص522] تَحْقِيق: مُحَمّد نَعِيْمٍ العَرقُوسِيّ ؛ طَبْعَةِ : مُؤَسَسَةِ الرّسَالَةِ :
قُلْتُ : وَعَدَّ فِي الصّحَابَةِ بُسْرُ بِن عِصْمَة الْمُزَنِيُّ ؛ لَهُ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ: {مَنْ آذَى جُهَيْنَةَ فَقَدْ آذَانِي} .

وَرَوَى مُحَمَّد بِن مُوسَى الْحَازِمِيُّ الْهَمَذَانِيّ فِي كِتَابِهِ عُجَالَةِ الْمُبْتَدِي وَفُضَالَة الْمُنْتَهِي فِي النّسَبِ [ص10] تَحْقِيق: مُحَمّد عَزَبَ؛ طَبْعَةِ : مَكتَبَةِ مَدبُولِي :
وَفِي مُزَيْنَةََ : ثَعْلَبَةَ بِن ثَوْرِ بِن هَدْمَةَ بِن لاطِم بِن عُثْمَن بِن عَمْرِو بِن أُدِّ بن طَابِخَةَ؛ مِنْهُمْ بِشْرٍ بِن عِصْمَة الْمُزَنِيُّ الثّعْلَبِيّ ؛ نَسَبَهُ الآمِدِيُّ ؛ وَهُوَ أَحَدُ سَادَاتِ مُزَيْنَةَ ؛ يُقَال : لَهُ صُحْبَةٌ ؛ رَوَى عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ: { مَنْ آذَى جُهَيْنَةَ فَقَدْ آذَانِي } .

وَرَوَاهُ الْحَافِظُ اِبْْنِ حَجَرٍ الْهَيْتَمِيِّ فِي كِتَابِ مَبْلغُ الأَرَبِ فِي فَخْرِ الْعَرَبِ [ص81] تَحقِيق : يُسرِي عَبْدِ الْغَنِيّ عَبْد اللَّه ؛ نُسخَةِ : دَار الْكُتُبِ الْعِلْمِيَّةَ ؛ سَنَةَ : 1410هـ :
جُهَيْنَةُ : يُنْسَبُونَ لِقُضَاعَةَ ؛ وَيَجْتَمِعُونَ مَعَهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي مَعْدٍّ بِن عَدْنَان ؛ وَقِيلَ : قُضَاعَةُ بِن حِمْيَرٍ سَبَأٌ ؛ وَفِي حَدِيثٌ غَرِيبٌ رُوَاتَهُ ثِقَاتٌ ؛ إِلاَّ وَاحِدٌ لَمْ يُعْدَلْ وَلاَ جُرِح : { جُهَيْنَةُ مِنِّي ؛ وَأَنَا مِنْهُمْ ؛ غَضِبُوا لِغَضَبِي ؛ وَرَضُوا لِرِضَائِي : أَغْضَبُ لِغَضَبِهِمْ ؛ وَأَرْضَى لِرِضَاهُمْ ؛ مَنْ أَغْضَبَهُمْ فَقَدْ أَغْضَبَنِي ؛ وَمَنْ أَغْضَبَنِي فَقَدْ أَغْضَبَ اللَّهَ تَعَالى } .

وَأَخْرَجَهُ الْعَلَّامَةُ عَلاَءُ الدِّينِ الْمُتّقِي الْهِنْدِيِّ فِي كَنْز الْعُمّالِ فِي سُنَنِ الأَْقْوَالِ وَالأَْفْعَالِِ؛ [ج12 / ص63] بِتَحقِيق : بَكْرِيّ حيّانِي؛ وَصَفْوَة السقَا؛ طَبْعَةِ : مُؤَسَسَةِ الرّسَالَةِ ؛ سَنَة : 1405هـ :
34008- { جُهَيْنَةُ مِنِّي ؛ وَأَنَا مِنْهُمْ ؛ غَضِبُوا لِغَضَبِي ؛ وَرَضُوا لِرِضَائِي : أَغْضَبُ لِغَضَبِهِمْ ؛ وَأَرْضَى لِرِضَاهُمْ ؛ مَنْ أَغْضَبَهُمْ فَقَدْ أَغْضَبَنِي ؛ وَمَنْ أَغْضَبَنِي فَقَدْ أَغْضَبَ اللَّهَ تَعَالى } ؛ طب : عَنْ عِمْرَانَ بن حُصَيْن .


حَدِيثُ إسْلَام قَبِيلَةُ جُهَيْنَةَ الْقُضَاعِيّة قَبْلَ الْهِجْرَةِ للْمَدِينَةِ النّبَوِيّةِ :


عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِيِّ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ قَالَ :
خَرَجْتُ حَاجّاً فِي جَمَاعَةٍ مِنْ قَوْمِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ ؛ فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ وَأَنَا بِمَكَّةَ نُوراً سَاطِعاً مِنْ الْكَعْبَةِ حَتَّى أَضَاءَ لِي جِبَلِ يَثْرِبَ وَأَشْعَرَ جُهَيْنَةَ ؛ فَسَمِعْتُ صَوْتاً فِي النُّورِ وَهُوَ يَقُولُ : انْقَشَعَتِ الظَّلْمَاءُ ؛ وَسَطَعَ الضِّيَاءُ ؛ وَبُعِثَ خَاتَمُ الْأَنْبِيَاءُ ؛ ثُمَّ أَضَاءَ إِضَاءَةً أُخْرَى حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى : قُصُورِ الْحِيرَةِ ؛ وَأَبْيَضِ الْمَدَائِنِ ؛ فَسَمِعْتُ صَوْتاً فِي النُّورِ وَهُوَ يَقُولُ : ظَهَرَ الْإِسْلَامُ ؛ وَكُسِرَتِ الْأَصْنَامُ ؛ وَوُصِلَتِ الْأَرْحَامُ ؛ فَانْتَبَهْتُ فَزِعاً وَقُلْتُ لِقَوْمِي : وَاللَّهِ لَيَحْدُثَنَّ فِي هَذَا الْحَيِّ مِنْ قُرَيْشٍ حَدَثٌ ؛ وَأَخْبَرْتهمْ بِمَا رَأَيْت ؛ فَلَمّا انْتَهَيْنَا إلَى بِلَادِنَا قِيلَ إنَّ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ : أَحْمَدَ قَدْ بُعِثَ ؛ فَخَرَجْت حَتّى أَتَيْته وَأَخْبَرْتُهُ بِمَا رَأَيْتُ ؛ فَقَالَ لِي :

{ يَا عَمْرُو بْنَ مُرَّةَ : أَنَا النَّبِيُّ الْمُرْسَلُ إِلَى الْعِبَادِ كَافَّةً ؛ أَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ ؛ وَآمُرُهُمْ بِحَقْنِ الدِّمَاءِ ؛ وَصِلَةِ الْأَرْحَامِ ؛ وَعِبَادَةِ اللَّهِ وَرَفْضِ الْأَصْنَامِ ؛ وَحَجِّ الْبَيْتِ ؛ وَصِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ مِنَ اثْنَيْ عَشَرَ شَهْراً ؛ فَمَنْ أَجَابَ فَلَهُ الْجَنَّةُ ؛ وَمَنْ عَصَى فَلَهُ النَّارُ ؛ فَآمِنْ بِاللَّهِ يَا عَمْرُو يُؤَمِّنُكَ اللَّهُ مِنْ هَوْلِ جَهَنَّمَ } فَقُلْتُ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ؛ وَآمَنْتُ بِكُلِّ مَا جِئْتَ بِهِ مِنْ حَلَالٍ وَحَرَامٍ ؛ وَإِنْ رَغِمَ ذَلِكَ كَثِيراً مِنَ الْأَقْوَامِ ؛ ثُمَّ أَنْشَدْتُهُ أَبْيَاتاً قُلْتهَا حِينَ سَمِعْتُ بِهِ ؛ وَكَانَ لَنَا صَنَمٌ وَكَانَ أَبِي سَادِناً لَهُ ؛ فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَكَسَرْتُهُ ؛ ثُمَّ لَحِقْتُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَقُولُ :
شَهِدْتُ بِأَنَّ اللَّهَ حَقٌّ وَأَنَّنِي .............. لِآلِهَةِ الْأَحْجَارِ أَوَّلُ تَارِكِ
وَشَمَّرْتُ عَنْ سَاقِي الْإِزَارَ مُهَاجِراً .... إِلَيْكَ أَجُوبُ الْوَعْثَ بَعْدَ الدَّكَادِكِ
لِأَصْحَبَ خَيْرَ النَّاسِ نَفْساً وَوَالِداً ....... رَسُولَ مَلِيكِ النَّاسِ فَوْقَ الْحَبَائِكِ

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { مَرْحَباً بِكَ يَا عَمْرُو بْنَ مُرَّةَ } فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ؛ اِبْعَثْنِي إِلَى قَوْمِي لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَمُنَّ عَلَيْهِمْ بِي ؛ كَمَا مَنَّ عَلَيَّ بِكَ ؛ فَبَعَثَنِي إلَيْهِمْ ؛ وَقَالَ : { عَلَيْكَ بِالرِّفْقِ وَالْقَوْلِ السَّدِيدِ ؛ وَلَا تَكُنْ فَظّاً وَلَا مُتَكَبِّراً وَلَا حَسُوداً } فَأَتَيْتُ قَوْمِي فَقُلْتُ : يَا بَنِي رِفَاعَةَ ؛ يَا مَعَاشِرَ جُهَيْنَةَ : إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ إِلَيْكُمْ ؛ أَدْعُوكُمْ إِلَى الْجَنَّةِ وَأُحَذِّرُكُمُ النَّارَ ؛ وَآمُرُكُمْ بِحَقْنِ الدِّمَاءِ وَصِلَةِ الْأَرْحَامِ ؛ وَعِبَادَةِ اللَّهِ وَرَفْضِ الْأَصْنَامِ ؛ وَحَجِّ الْبَيْتِ ؛ وَصِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ ؛ شَهْرٌ مِنَ اثْنَيْ عَشَرَ شَهْراً ؛ فَمَنْ أَجَابَ فَلَهُ الْجَنَّةُ ؛ وَمَنْ عَصَى فَلَهُ النَّارُ ؛ يَا مَعْشَرَ جُهَيْنَةَ :
إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَكُمْ خِيَارَ مَنْ أَنْتُمْ مِنْهُ ؛ وَبَغَّضَ إِلَيْكُمْ فِي جَاهِلِيَّتِكُمْ مَا حَبَّبَ إِلَى غَيْرِكُمْ ؛ مِنْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَجْمَعُونَ بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ ؛ وَيَخْلُفُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ عَلَى امْرَأَةِ أَبِيهِ ؛ وَالْغَزَاةِ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ ؛ فَأَجِيبُوا هَذَا النَّبِيَّ الْمُرْسَلَ مِنْ بَنِي لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ ؛ تَنَالُوا شَرَفَ الدُّنْيَا وَكَرَامَةَ الْآخِرَةِ ؛ وَسَارِعُوا سَارِعُوا فِي ذَلِكَ يَكُنْ لَكُمْ فَضِيلَةٌ عِنْدَ اللَّهِ ؛ فَأَجَابُوهُ إِلَّا رَجُلًا وَاحِداً مِنْهُمْ؛ قَامَ فَقَالَ : يَا عَمْرُو بْنَ مُرَّةَ : أَمَرَّ اللَّهُ عَيْشَكَ ؛ تَأْمُرُنَا أَنْ نَرْفُضَ آلِهَتَنَا ؛ وَنُفَرِّقَ جَمَاعَتَنَا ؛ وَنُخَالِفَ دِينَ آبَائِنَا إِلَى مَا يَدْعُو إِلَيْهِ هَذَا الْقُرَشِيُّ مِنْ أَهْلِ تِهَامَةَ ؟ ؛ لَا ؛ وَلَا حُبّاً وَلَا كَرَامَةً ؛ ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ :
إِنَّ اِبْنَ مُرَّةَ قَدْ أَتَى بِمَقَالَةٍ ..... لَيْسَتْ مَقَالَةَ مَنْ يُرِيدُ صَلَاحَا
إِنِّي لَأَحْسَبُ قَوْلَهُ وَفِعَالَهُ يَوْماً ..... وَإِنْ طَالَ الزَّمَانُ رِيَاحَا
أَيُسَفَّهُ الْأَشْيَاخُ مِمَّنْ قَدْ مَضَى؟ ... مَنْ رَامَ ذَاكَ فَلَا أَصَابَ فَلَاحَا

فَقَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ : الْكَاذِبُ مِنِّي وَمِنْكَ أَمَرَّ اللَّهُ فَمَهُ ؛ وَأَبْكَمَ لِسَانَهُ ؛ وَأَكْمَهَ عَيْنَيْهِ ؛ وَأَسْقَطَ أَسْنَانَهُ ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ : فَوَاللَّهِ مَا مَاتَ حَتَّى سَقَطَ فُوهُ ؛ وَكَانَ لَا يَجِدُ طَعْمَ الطَّعَامِ ؛ وَعُمِيَ وَخُرِسَ ؛ فَخَرَجَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ قَوْمِهِ حَتَّى أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ فَرَحَّبَ بِهِمْ وَحَبَاهُمْ ؛ وَكَتَبَ لَهُمْ كِتَاباً هَذِهِ نُسْخَتُهُ :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ : هَذَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ ؛ عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اللَّهِ ؛ كِتَابٌ صَادِقٌ وَحَقٌّ نَاطِقٌ لِعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِيِّ لِجُهَيْنَةَ بْنِ زَيْدَ : أَنَ لَكُمْ بُطُونَ الْأَرْضِ وَسُهُولُهَا ؛ وَتِلَاعَ الْأَوْدِيَةِ وَظُهُورُهَا ؛ تَرْعَوْنَ نَبَاتَهُ وَتَشْرَبُونَ صَافِيَهُ ؛ عَلَى أَنْ تُقِرُّوا بِالْخَمْسِ ؛ وَتُصَلُّوا صَلَاةَ الْخَمْسِ ؛ وَفِي التِّيعَةِ وَالصُّرَيْمَةِ شَاتَانِ إِذَا اجْتَمَعَتَا ؛ وَإِنْ تَفَرَّقَتَا فَشَاةٌ شَاةٌ ؛ لَيْسَ عَلَى أَهْلِ الْمُثِيرَةِ صَدَقَةٌ ؛ وَلَا عَلَى الْوَارِدَةِ لَبِقَةٌ ؛ وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا بَيْنَنَا ومَنْ حَضَرَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ؛ وَكَتَبَ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ؛ فَذَلِكَ حِينَ يَقُولُ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ :
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَظْهَرَ دِينَهُ ............. وَبَيَّنَ بُرْهَانَ الْقُرْآنِ لِعَامِرِ
كِتَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ نُورٌ يجْمعُنَا ........ وَأَخْلَافُنَا فِي كُلِّ بَادٍ وَحَاضِرِ
إِلَى خَيْرِ مَنْ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ .... كُلِّهَا وَأَفْضَلِهَا عِنْدَ اِعْتِكَارِ الضَّرَائِرِ
أَطَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ لَمَّا تَقَطَّعَتْ ......... بُطُونُ الْأَعَادِي بِالظِّبَا الخَواصِر ِ
فَنَحْنُ قَبِيلٌ قَدْ بَنَى الْمَجْدُ حَوْلَنَا ...... إِذَا اجْتُلِيَتْ فِي الْحَرْبِ هَامُ الْأَكَابِرِ
بَنُو الْحَرْبِ نَفْرِيهَا بِأَيْدٍ طَوِيلَةٍ .......... وَبِيضٍ تَلَأْلَأُ فِي أَكُفِّ الْمَغَاوِرِ
تَرَى حَوْلَهُ الْأَنْصَار يَحْمُوا أَمِيرَهُمْ .... بِسُمْرِ الْعَوَالِي وَالسُّيُوفِ الْبَوَاتِرِ
إِذَا الْحَرْبُ دَارَتْ عِنْدَ كُلِّ عَظِيمَةٍ .... وَدَارَتْ رَحَاهَا باللُّيوثِ الْهَوَاصِرِ
تَبَلَّجَ مِنْهُ اللَّوْنُ وَازْدَانَ وَجْهُهُ ......... كَمِثْلِ ضِيَاءِ الْبَدْرِ بَيْنَ الزَّوَاهِرِ

تَخْرِيجُ الْحَدِيثِ :
رَوَاهُ ابْنُ سَعْدٍ فِي الطّبَقَاتِ الْكُبْرَى ؛ وَإِسْمَاعِيل بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيّ فِي دَلَائِلِ النّبُوّةِ ؛ وَابْنِ عَسَاكِرٍ فِي كِتَابِهِ الْكَبِيرِ الْمَعْرُوفِ بِتَارِيخِ مَدِينَةِ دِمَشْق ؛ وَالطَّبَرَانِي فِي الْمُعْجَمِ الْكَبِيرِ ؛ وَابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي الْوَفَا بِتَعْرِيفِ فَضَائِلَ الْمُصْطَفَى ؛ وَالصَّالِحِيُّ فِي سَبِيلِ الْهُدَى وَالرَّشَادِ ؛ وَابْنُ كَثِيرٍ فِي الْبِدَايَةِ وَالنِّهَايَةِ ؛ وَابنُ الْجَرّاحِ في كِتَابِ مَنْ اسْمُهُ عَمْرُو مِنْ الشّعَرَاءِ ؛ وَالْهِنْدِيِّ فِي كَنْز الْعُمّالِ ؛ وَالْهَيْثَمِيُّ فِي مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ: وَعَزَاهُ للطَّبَرَانِيُّ؛ وَالسُّيُوطِيّ فِي جَامِعَ الْأَحَادِيثِ وَقَالَ: فِي كِتَابِ قَيْس ابْنُ شَمَّاس ؛ وَالرُّويَانِيُّ ؛ وَكَذَا فِي الْخَصَائِص الْكُبْرَى لَهُ ؛ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي دَلَائِلِ النّبُوّةِ .

وَذَكَرَ الطَّيَالِسِيُّ فَقَالَ :
البُغَيْت الحُرَقِيُّ الْجُهَنِيّ : وَجَدّتُه فِي كِتََابِ أَيّامِ جُهَيْنَةَ ؛ وَهُوَ أَحَدُ فُتَّاكِ الْجَاهِلِيّةِ الْأُولَى ؛ شَاعِرٌ عَدَّاءٌ شُجاعٌ مِنْ الْصَعَالِيك ؛ وَقَعَ فِي اسْمِهِ تَصْحِيفٌ كَبِير ؛ وَالصّحِيحَ أَنَهُ البُغَيْت : بِالْبَاءِ الْمَنْقُوطَةِ بِوَاحِدَةِ مِنْ أَسْفَلَ ؛ ثُمَّ الْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ ؛ وَآخِره تَاءٌ مُثَنَّاةٌ مَنْقُوطَةً بِاثْنَتَيْنِ مِنْ فَوْق ؛ كَذَا قَيّدَهُ الآمِدِيَّ ؛ وَرَوَى بِأَنّهُ سُمّيَ البُغَيْت لِأَنّهُ يَأْتِي النّاسَ بَغْتاً ؛ وَهُوَ الْقَائِلُ فِي الغَارَاتِ وَالأَيَام :
وَنَحْنُ تَنَاولنَا الْيَهُودَ بِغَارَةٍ ..... كَوِرْدِ الْقَطَا رَأَى السِّمَاكِ فَصَمَّمَا
وَنَحْنُ قَتَلْنَا الْجَعْدَ مِنْهُمْ وَحَابِساً ..... قَبِيلَيْنِ فِي قَتْلَى أُصِيبُوا تَهَضُّمَا
وَنَحْنُ وَقَعْنَا فِي مُزَيْنَةَ وَقْعَةً ....... غَدَاةَ الْتَقَيْنَا بَيْنَ غَبْقٍ فَعَيْهَمَا
وَنَحْنُ جَلَبْنَا يَوْمَ قُدْسٍ وَآرَةٍ ....... قَنَابِلَ خَيْلٍ تَتْرُك الْجَبَل أَقْتَمَا
وَنَحْنُ بِمَوْضُوعٍ حَمَيْنا ذِمَارَنا ...... بأَسْيَافِنَا وَالسَّبْيَ أَنْ يَتَقَسَّمَا

وَقَالَ أَيْضاً عَبْدُ الرّحْمَنِ ابْنِ حُرَيْثٍ الْجُهَنِيّ ؛ مِنْ شُعَرَاءِ الْجَاهِلِيّةِ الْمَغْمُورِينَ ؛ وَأَنْشَدَ فِي أَيّامِ جُهَيْنَةَ وَغَارَاتِهَا عَلَى أَسْبَاطِ يَهُودَ :
تَرَكْنََا بِذِي أََسْمَاءَ مِنْهُمْ مُحَلَّمَاً ...... وَنَوْقَلَ يَحْبُو وَابْنِ ضَمْرَةَ حَذِيّمَا
وَمَا إِنْ قَتَلنَاهُمْ بِأَكثَرَ مِنْهُمُ .......... وَلكنْ بأَِوْفََى فِي الطّعَانِ وَأََكرَمَا
قالَ الجُهَنِيُّ : وَأَوْرَدَ الْأَبْيَاتَ أَبُو الْعَلَاءَ الْمَعَرّي فِي مُصَنّفِهِ « الْصّاهِلُ وَالشَّاحِجُ » وَلَمْ يُسَمّهِ ؛ وََقَال: وَالْقَائِلُ فِي قَدِيمِ الأَْزْمَان .

وَالبُغَيْت الْحُمَسِيّ الْجُهَنِيّ : حُمَيْس بْنِِ عَامِرٍ ؛ قَالَ أَيضاً فِي كِتَابِ أَيّامِ جُهَيْنَةَ :
أَوْدَى السَّفَا كَانْكِشَافِ البرد فَانْكَشَطَا ..... وَأَعْقَب الرَّأْسُ شَيْباً فَاكْتَسَى شَمْطَا
مِنْ بَعْدِمَا كَانَ يُمْسِي وَهُوَ ذُو حُبُكٍ ..... دَاجٍ يُرَبِّي الْسِّباط الصُّهْب وَالقَطَطَا
فَأَصْبَحَ الْيَوْمَ لَا يَرْضَى فَوَالِيَهُ ............ وَلَا يَعْقِدْنَ فِي حَافَاته المُشْطَا
وَأَصْبَحَ الشّيْخُ لَا يَثْنِي مَفاصِلَهُ ........... إِلاَّ حَتْيَاُ وَالإِْفْسَاح قَسَطَا


((منقول من ملتقى اهل الحديث لشيخ ابو صفوان السالم))
[b]
أبو عدى
أبو عدى

المساهمات : 90
تاريخ التسجيل : 23/08/2011
العمر : 34

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى